كثيرا ما نقرأ في الصحف عن مناشدات مواطنين لعلاج أبنائهم من الأورام والتشوهات والكسور، وآخر ما قرأته عن شاب في محافظة المبرز مصاب بنزيف في الدماغ وكسر في الترقوة وحاليا هو في غيبوبة، وحالته تزداد سوءا يوما بعد يوم، لم يتلق العلاج حتى الآن لأنه لا يوجد في المستشفى الذي يقطن به اختصاصي مخ وأعصاب وإن دل هذا على شيء فهو يدل على عدم الاهتمام بالمحافظات الصغيرة من الناحية الصحية، كذلك فإن ما يثير الاستغراب خطورة حالته الصحية التي يقابلها لا مبالاة وعدم اهتمام، خاصة إذا علمنا أن أسرته حاولت نقله لمستشفى في الأحساء، لكنهم فوجئوا أنه لا توجد أسرة شاغرة وهذا عذر أقبح من ذنب، وبات الحل الوحيد هو نقله لمستشفى في الرياض لذلك احتاجوا لإخلاء طبي، وبما أن الشاب ليس ابن رجل معروف، والوالد المغلوب على أمره ليست لديه واسطة تنقذه، كانت النتيجة أن يبقى الشاب في محله. هذه القصة فقط نموذج ومثال لقصص عديدة ومتنوعة في هذا الإطار، لماذا نضطر أن نؤلف رواية طويلة عندما نطلب حقنا بالعلاج؟ ونحتاج لرصيد من الواسطات للوصول لسرير في أحد المستشفيات المرموقة. في ظني أنها ليست مشكلة المواطن عدم وجود سرير إذا احتاج إليه، فوجود مستشفيات مجهزة بكامل التجهيزات الصحية في جميع مدن ومحافظات المملكة القريب منها والبعيد ليست من مهام المواطن بل المسؤول، إذ كان من المفترض تنظيم عملية الإخلاء الطبي وجعلها عملية سهلة ويسيرة وسريعة متاحة لكل من يحتاج إليها إذا كانت حالته الصحية مهددة بالموت. ببساطة يا وزارة الصحة، عالجينا بالشكل الصحيح وعليك تطبيق الفقرة التي نفخر بها كمواطنين سعوديين والتي جاءت في النظام الأساسي للحكم والتي أوضحت أن الحصول على العلاج المجاني حق لكل مواطن سعودي، وخاصة بعد الأوامر الملكية الأخيرة أعتقد أنه لا عذر لكم أمام الله ثم الملك عبدالله حفظه الله.