إذا قدر الله عليك وأصبحت معلما ومنتميا لوزارة التربية والتعليم فما عليك إلا أن تتبع بعض الخطوات التي من شأنها أن تجنبك الكثير من العوارض الصحية والأزمات النفسية وأمراض القولون والصلع والوسواس القهري، كأن تحتسب الأجر عند الله وترضى بما كُتب لك ثم تدعوه أن يكون ما تلاقيه في ميزان حسناتك وتكفيرا لسيئاتك. ذاك أولا! أما ثانيا عزيزي المعلم الكريم فيجب أن يكون قلمك الذي يدوم حبره طويلا بمقربة منك دوما، ثم عليك أن تأخذ وضع الاستعداد مع مطلع كل شمس في انتظار«التعاميم» التي ستتهافت عليك من كل حدب وصوب والتي ستوقع عليها من باب «العلم بالشيء» ليس إلا! ولا تنس عزيزي المعلم أن قراءتك لتلك «التعاميم» ضرب من العبث لأن النتيجة واحدة سواء تمت قراءة التعميم أو تم التوقيع عليه دون قراءة! وإن كنت أرى أن الخيار الثاني فيه توفير للوقت وحفظ للجهد وحماية للأعصاب! وعليه فلا تستغرب عزيزي المعلم أن يكون مطلع أكثر تلك التعاميم من شاكلة «إلحاقا لخطابنا رقم..... وتاريخ...... فإننا نفيدكم بالتعديلات الجديدة على هذا التعميم»، أو من شاكلة «بشأن التعميم الذي صدر في عهد معالي الوزير السابق، رحمه الله! فإننا نفيدكم بإلغاء ذلك التعميم وإقرار التعميم التالي..»! ومن أجل ذلك عزيزي المعلم يجب أن يكون قلمك على أهبة الاستعداد دائما للتوقيع على أي تعميم جديد أو قديم أو «خديج» أو تعميم يعاني مشاكل خلقية، أو آخر جرت عليه الكثير من عمليات الهدم والترميم! وكل ما هو مطلوب منك عند مشاهدة واحد منها هو أن تسل قلمك ثم أن «تشخط به شخطتك» المباركة ثم تردد في سرك «هذه الجعجعة.. فأين الطحين؟» ثم يجب ألا تنزعج عزيزي المعلم الكريم حين تشاهد كثيرا من الجعجعة في القسم الأخير من أي تعميم وذلك حين تقرأ «صورة مع التحية لكل من..»: ثم وفي أسفل تلك العبارة تقرأ طابورا طويلا من المعنيين وغير المعنيين بذلك التعميم ولم ينس ذلك الطابور الذي احتل أكثر من نصف ورقة التعميم إلا جيران المدرسة وعامل المقصف ومؤذن أقرب مسجد!