المتابع للوسط الفني يجد أن هناك ظاهرة لتكريس أدوار المرأة من خلال الأعمال الدرامية، ويأتي هذا الأمر على حساب أدوار الرجل، ونجد أن حصة الأسد على الشاشة أصبحت من نصيب حواء في السنوات الأخيرة مع ترك الفتات لآدم الذي ربما سيجد حضوره في يوم من الأيام لا يتجاوز الأدوار الهامشية، وربما إذا أخذنا الأمر بمزيد من الطرافة فإن تسونامي الإناث سيكون أحد أضراره على الوسط نشوء البطالة في أوساط عدد من الفنانين الذكور، خاصة أن الكتاب ينصاعون لما يطلبه منهم المنتجون الذين بدورهم ينفذون طلبات مسؤولي المحطات الفضائية الذين يجدون أن المرأة أكثر جذبا للمشاهدة من الرجل لاسيما أن الأمر لم يعد يقتصر على القصة أو الحبكة الدرامية فحسب بل إلى أبعد من ذلك وإلى إمكانيات فنية هي أبعد ما تكون عن الموهبة، ولعلكم تشاهدون هذه الأيام مسلسل «صبايا» الذي ما إن تنتهي حلقاته من فضائية حتى يفاجأ المشاهد ببدايته على فضائية أخرى، والحضور النسائي يتجلى أيضا في «راجل وست ستات» الذي يتضح من خلاله حجم الاكتساح النسائي، أيضا نفس الحال ينطبق على مسلسل «المزواج» الذي يقوم ببطولته الفنان محمد الصيرفي، ولعلنا إذا ما عدنا بالذاكرة إلى شهر رمضان لوجدنا أن مسلسل «أم البنات» حاز نسبة متابعة عالية وهو أحد المسلسلات التي نستشهد بها على الأمر الواقع الذي تمر به الدراما العربية في الفترة الحالية، وبحسب معلومات «شمس» أن هناك عددا من الأعمال الدرامية التي تقدم نفس الفكرة ولكن من زوايا مختلفة، ويكون محورها الجنس اللطيف جاهزة للعرض من قبل بعض المحطات مثل مسلسل «سليم ودستة حريم» ومفردة «دستة» جاءت هنا للتعبير عن الكثرة، ولتعبر عن الواقع الذي باتت تعيشه شاشاتنا، ولو استمررت في السرد عن «التسونامي الناعم» الذي لم يكن معهودا في السنوات الأخيرة لما انتهت الأمور إلى هذا الحد لأن هناك قنوات تستعد لعرض مسلسل «بو كريم في رقبته سبع حريم» من بطولة سعد الفرج وإلهام الفضالة ومسلسل «حريم أبوي»، الغريب أن هذه الوفرة الخليجية في الممثلات تأتي في الوقت الذي يدعي فيه البعض أن الساحة النسائية الخليجية تعاني ندرة في الفنانات، هناك من يخشى أن تصبح هذه السيطرة نهجا ثابتا في قادم الأيام، أحد المنتجين «فضل عدم ذكر اسمه» أكد أنه التقى أحد مسؤولي فضائية معروفة وطلب منه أن يقدم عملا من بطولة ست فتيات ولا يكون ظهور الرجال إلا في أدوار ثانوية: «طلب مني هذا الطلب وأخبرني أن هذه النوعية من الأعمال هي التي تحقق نسبة متابعة عالية، وتجلب لنا معلنا لأنها تعتمد على نوعية معينة من الفنانات يتم اختيارهن لجذب المشاهدين». وإذا ما فتشنا في كواليس الدراما المحلية لوجدنا أن مسلسل «جزيرة النسوان» الذي اعتمد على عدد قياسي من النساء لم يتم عرضه لأسباب عديدة من أهمها التجاوزات التي كانت تأتي في سياق القصة، وكانت سابقة أيضا مشاركة امرأة في دور رجل سائق تاكسي وذلك حدث في مسلسل «عمشة بنت عماش» من بطولة الفنانة مروة محمد، ورغم النجاحات التي حققها الحضور النسائي على الشاشة إلا أن الأمر كان محفوفا بالمخاطر خاصة أن تقديم عمل يهدف إلى التسويق بعيدا عن القصة لن يكون في صالح العمل الذي لا بد أن يتم تقديمه بالاعتماد على أركان كثيرة من أهمها توزيع الأدوار بطريقة مقنعة للمشاهد، لا يشعر من خلالها بأن كفة الميزان ترجح لطرف دون آخر .