نقد التفسير العلمي والعددي المعاصر للقرآن الكريم عنوان الكتاب: تأليف: د. أحمد محمد الفاضل عدد الصفحات: 63 صفحة الناشر: مركز الناقد الثقافي منذ ثمانينات القرن الماضي التي كان فيها الدكتور مصطفى محمود يذيع برنامجه الشهير «العلم والإيمان» الذي تسمرت عليه البيوت التي نشأ فيها معظمنا، وحتى «سلسلة الإعجاز العلمي» للدكتور طارق السويدان التي لا تزال تتصدر المكتبات الصوتية العامة والخاصة اليوم، إلى جانب برامج وندوات الدكتور زغلول النجار، لم يزل موضوع الإعجاز العلمي في القرآن والسنة يجد الكثير من المؤمنين به في مختلف الطوائف الإسلامية، وما زال كثير من الجهود والأموال تبذل في سبيله رغم إشكالياته التي يرى بعضهم أنها فتحت أوسع الأبواب العالمية لتسفيه المسلمين، فهو موضوع سمح للكثير من الاستدلالات الجاهلة والسلبية غير المحسوبة للربط بين الآيات القرآنية وآخر ما وصلت إليه المعرفة العلمية. وفي جهد مبسط لكنه نادر في نقد هذا الاتجاه، كان الدكتور أحمد محمد الفاضل أصدر قبل عام كتابه عن مركز الناقد الثقافي باسم «نقد التفسير العلمي والعددي المعاصر للقرآن الكريم»، ينتقد الناشر في مقدمته الأسلوب الذي يتدبر به المسلمون نصهم المقدس، ويعزو التوسع فيما اصطلح على تسميته بالإعجاز العلمي في القرآن إلى التعويض عن العجز في الامتداد بالرؤية القرآنية والتعامل مع العصر، مؤكدا أن القرآن هو كتاب هداية وليس كتاب تكنولوجيا، معرجا إلى أن تسابق بعضهم إلى الحقائق العلمية الجديدة التي يقدمها غير المسلمين في التدليل على أن القرآن عرض لها من قبل وأثبتها، ليس إلا دليلا للواقع المتخلف والعاجز الذي نعيشه، مذكرا بتحذير محمد الغزالي من انقلاب موضوع الإعجاز من منبه حضاري مؤرق إلى صورة تفاخر تكرس التخلف والأمية. ويشير الدكتور أحمد الفاضل في مقدمته إلى مقالات نقد التفسير العلمي والعددي المنشورة سابقا على موقعه الإلكتروني، التي أعاد صياغتها في هذا الكتاب لما وجده من تفاعل القراء نظرا إلى قلة النقد في هذا الاتجاه، وخلص منها إلى أربعة أخطاء اعترت معظم تلك التفسيرات العلمية والعددية في موضوع الإعجاز، أولا في عدم مراعاتها لقواعد النحو، وثانيا في مجافاة هذه التفسيرات للغة ودلالاتها، وثالثا في إهمال السياق العام للآيات القرآنية، ورابعا في التأويل المتعسف للمعجزة لتكون برأي أصحاب الاتجاه الإعجازي مقبولة من العقل. ويعرض المؤلف لثمانية تطبيقات خاطئة على اختلاف أصحابها، وكان للأستاذ الدكتور محمد النابلسي صاحب موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة «الآفاق» النصيب الأكبر، ولعله مما سيندهش له القارئ أن الدكتور النابلسي في تفسيره لبعض الآيات كإعجاز علمي لم يكن يذكر حتى مصادر الحقائق العلمية التي يستند إليها، كما كان للدكتور مصطفى محمود نصيبه أيضا، إضافة إلى مجموعة أسماء أخرى في هذا الاتجاه. والتطبيقات الثمانية التي تفاوتت شهرتها ومعرفة الناس بها لم تنحصر في تأويل الحقائق العلمية فقط بل ذهبت إلى أبعد من ذلك، ففي التطبيق السابع يتناول المؤلف الآية «أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير أم من أسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم والله لا يهدي القوم الظالمين» وما اشتهرت به من ارتباط غريب بأحداث 11 سبتمبر! ورغم أن كتاب «نقد التفسير العلمي والعددي المعاصر للقرآن الكريم» هو جهد مبسط، إلا أنه مهم جدا في تركيزه ومباشرته.