بدأت العاصمة الأمريكية تشهد انقسامات حول أسلوب التعامل مع الوضع في ليبيا، في ظل الأنباء عن التقدم الميداني لقوات العقيد معمر القذافي، فقد قال مدير جهاز الأمن الوطني الأمريكي جيمس كلابر إن «الثورة فقدت زخمها بعض الشيء، وبات من المستبعد أن تتمكن من الإطاحة بالقذافي»، الأمر الذي أغضب بعض النواب الذين دعوا لإقالته. وأوضح كلابر، الذي تحدث أمام لجنة تحقيق في الكونجرس حول الأوضاع في ليبيا، أن تفوق القوات العسكرية التي تخضع للقذافي على مستوى السلاح والعتاد جعل المحتجين في موقف صعب، مع احتمال تقدم كتائب القذافي الأمنية باتجاه معاقلهم الرئيسية في الشرق. واستبعد كلابر بشكل كامل إمكانية خروج القذافي خارج البلاد والتخلي عن السلطة، معتبرا أن التقارير الإعلامية حول هذا الموضوع غير دقيقة، وأن الزعيم الليبي مستعد لمواجهة طويلة الأمد. وتابع: «الوضع الآن ضبابي مع استمرار المعارك، ولكن في نهاية المطاف، أظن أن النظام سيتمكن من الصمود». وما إن انتهت الجلسة، حتى صب السياسيون الأمريكيون جام غضبهم على كلابر وتصريحاته، وقالت ممثلة الحزب الجمهوري ليندسي جراهام إن تصريحات المسؤول «تضر بالمصالح الأمنية الاستراتيجية لواشنطن، وبالقوى الثورية المناهضة للقذافي»، وأضافت أن المسؤول الأمني الأمريكي، الذي سبق أن تعرض لانتقادات قاسية في أحداث مصر بعد أن قلل من خطر تنظيم «الإخوان المسلمون»، أخطأ بالإدلاء بهذه التصريحات علانية، ويتوجب عليه أن يغادر منصبه.