لا صوت يعلو فوق صوت الوطن .. ولا لون يطغى على لون الوطن .. هكذا تعاهدت جماهير النصر والهلال ... وعقدت موعد لقاء في درة الملاعب السعودية لرسم لوحة جمالية تجسد الواقع الحي للتلاحم الوطني. لحظة تأمل تعانقت فيها معاني الولاء والإخلاص للوطن بين عشاق الموج الأزرق وجماهير الشمس .. اختلطت فيها جميع المشاعر فاكتست المدرجات باللون الأخضر ولوحت الأيادي بالأعلام ...وارتفعت صور القيادة الحكيمة في الهواء لتعكس ما تحمله القلوب من محبة. وطن لا نحميه .. لا نستحق العيش فيه ... شعار انطلق من خلاله عماد المستقبل لرد جزء يسير من الجميل الذي يطوق عناقهم وشمروا عن سواعدهم التي عانقت السحاب من أجل بث رسالة للرد على كل من يشكك في ولاء أبناء مملكة الإنسانية. بالأمس القريب عاش أبناء وطننا المعطاء فرحة لا توصف بعودة خادم الحرمين الشريفين إلى أرض الوطن بعد أن من الله عليه بالشفاء خلال رحلته العلاجية التي قضاها خارج البلاد وهي الفرحة التي صورها العالم بأسره بمثابة الوسام المعلق على صدر دار «العز» لدحر كل من يحاول إثارة الفتن وزعزعة الاستقرار بشعارات مزيفة. وبعيدا عن الأداء الفني والتنافس المثير بين النصر والهلال، فقد شكلت الصورة التي اختار شبابنا تجسيدها أمام الملايين دلالات عميقة تصل إلى أبعد مدى بين النضج الفكري وعدم الانسياق خلف المؤثرات الخارجية. إنه الوطن ...الذي نستظل بسمائه ... ونفترش أرضه ... إنه العشق الذي لا يمكن أن يساوم عليه أحد ... إنها مملكة الإنسانية التي لن تهتز صورتها لمجرد وجود من يحاول الانسياق خلف أفكار ضالة وأهداف خبيثة... إنها مملكة العطاء التي منحتنا كل شيء... إنها الحضن الدافئ الذي يحيط بذراعيه أبناءه. وفي نهاية المطاف لا أملك إلا أن أقول شكرا لكل من قام بواجبه تجاه وطنه ... وكل من وقف شامخا ليقول «لا وألف لا» لمن يحاول العبث بأمن وأمان وطننا الحبيب ... وشكرا لكل من يحترق للذود عن أرض الحرمين ... وسأظل أردد دائما «فديت ترابك يا وطن».