اعتبر وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة أن الشباب أكثر التصاقا بالحياة، وإيقاعها وتحولاتها، مؤكدا أنهم يقرؤون ويفكرون، ويتخذون من الوسائط الحديثة، ما يؤسس في أذهانهم وعيا جديدا، في صفحات افتراضية يقدمها لهم عالم الحداثة الجديدة في الاتصال والمعلومات. وأكد خلال كلمته في افتتاح معرض الرياض الدولي للكتاب 2011م بمركز الرياض الدولي للمعارض، الذي انطلق أمس تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود تفاؤله بمستقبل الثقافة في المملكة، واستبشاره بحالة القراءة بين الشباب والشابات، ونمو الوعي بينهم « فهم يقرؤون كما لم نقرأ، ويفكرون كما لم نفكر، نعم قد لا يقرؤون ما نقرأ، ولا يفكرون كما نفكر، ولكنهم يقرؤون ويفكرون». وأوضح أنه «بالكتاب لا مساحة تضيق على أحد، ولا مكان ينبو بقاصديه فالكتاب أوسع من أفكارنا وأرحب مدى من خيالنا»، مشددا على أنه «في مجتمع الكتاب والمعرفة لا موضع للخوف من الأفكار، ومن يسمح للخوف من الكتاب والأفكار أن يرين على فؤاده، فما عرف الكتاب وما استنشق من سطوره معنى الاختلاف». وأشار إلى أن مشاركة الهند ضيف شرف هذا الموسم في معرض الرياض الدولي للكتاب «فرصة عظيمة للاطلاع على إسهام الثقافة الهندية في تاريخها الثقافي العريق والتذكير بماضينا المشترك في صناعة الحضارة الإنسانية». ووجه شكر الوزارة «لمن حبب إلينا الكتاب والثقافة، والوزارة تقول لكل من أسعدنا بكتاب ألفه ونشره شكرا لكم أيها المبدعون أن وصلتم ما بيننا وبين الكتاب، كما نقول شكرا لرواد الناشرين في بلادنا ممن كابدوا الصعاب و المشاق من أجل نشر الكتاب». وبين أن الوزارة تكرم في هذا المعرض أربعة من كبار مثقفينا الذين انتقلوا إلى رحاب الله، و ندعوه تبارك وتعالى أن يتغمدهم بواسع رحمته وأن يجزيهم خير الجزاء وهم الأديب الدكتور غازي القصيبي والأديب الدكتور محمد عبده يماني والأديب عبدالله الجفري والأديب أحمد المبارك. وتمنى أن يجد الحضور في معرض الرياض الدولي للكتاب «ما يدعونا جميعا إلى ثقافة إنسانية بانية، وأن يكون المعرض مناسبة طيبة للحوار والمثاقفة من خلال النشاط الثقافي الموازي له وأن نجعل الكتاب قراءته واقتناءه جزءا من حياتنا» وأكد وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الإعلامية الدكتور عبدالله الجاسر في كلمته على أن «المعرض ليس متجرا لبيع الكتب بل تلاقح ثقافي بين المثقفين في المنطقة». وبين أن المشاركة الهندية في هذا العام تذكير ودعم للوشائج القديمة بين المملكة والهند لكل ما من شأنه الرفع من آفاق التعاون الثقافي بين البلدين الصديقين. وحول تكريم دور النشر أشار الجاسر إلى أنه تثمين لدورهم المميز في الحراك الثقافي في المملكة، ومساندة الحركة الفكرية، وتكريم الرموز التي ساهمت في النهضة الثقافية، ستكرم دور النشر، وكل من ساهم في إنعاش الحركة الثقافية والفكرية في المملكة. من جانبه ذكر السفير الهندي لدى المملكة العربية السعودية تلميذ أحمد أن هناك وعيا فكريا في العالم العربي «حيث إن هذا العصر يعتبر عصر النهضة الفكرية وطلوع فجر جديد ينظر للكتاب والمثقفين العرب بعيون متفحصة إلى تاريخهم ووضعهم السياسي والنظام الاقتصادي الاجتماعي السائد، ويناقشون كيف يمكن لمجتمعاتهم أن تلعب دورا بناء في العالم الحديث، وأن هذا التفحص وإمعان النظر يشمل كافة جوانب الحياة المعاصرة ويؤكد على أهمية التاريخ العربي وتقاليده كما يتطلب التوفيق ومسايرة التحديات الناشئة من التطورات الحديثة في التكنولوجيا». وأشار إلى ثقته بأن تفاعل عدد من المثقفين والأساتذة والباحثين الهنود، سيساعد في تحديد هوية المأزق المعاصر حيث توجد لدى الشباب والنساء آمال وطموحات كبيرة، ويريدون مكانا لأنفسهم في مجتمع جديد طلع فجره حديثا، كما أنني واثق أن هذه المشاركة ستكون مثمرة للغاية للمثقفين والباحثين السعوديين والهنود