يستخدم البعض إيحاءات أحيانا بصمت وفي أحيان كثيرة عن طريق آخرين حتى يوصلوا وجهة نظرهم وتبريرهم لخسارة مباراة، الصريح يقول الحظ. أما البعض فيتحدث عن «أسطورة الدنبوشي» التي تسيطر على فكر بعض المخضرمين كرويا حتى توارثها الجيل الجديد منهم. أذكر أني سمعت لقاء سابقا لعيسى خواجي لاعب الاتحاد تحدث فيه عن «تهيؤات» بعض اللاعبين، كأن يرى الحارس صقرا والمدافع مثل الفهد الأسود والمهاجم مثل الحية الرقطاء، وكلها خزعبلات تخليها اللاعبون ولا تملك أمامها إلا الضحك، ويبدو أنها تطورت عند البعض حتى ظن أن باقات الورود أصبحت طريقة مبتكرة للدنبوشي الحديث. بعد نهاية لقاء ديربي الغربية بين الأهلي والاتحاد لمحت بعض جماهير الأهلي والبعض أصر على أن الدنبوشي كان وراء كم الفرص التي أضاعها لاعبو الأهلي في القائم وأحضان الحارس، وأنا هنا أقول بعض، ويبدو أن أحد الكتاب لمح لذلك من بعيد بطريقة لا يريد أن يجزم بها حتى لا يدين نفسه. من الممكن قبول ظن بعض ضعفاء الإيمان أن ما حصل في ديربي الغربية «دنبشة» لو لم نره إلا في ذلك اللقاء، ولكن رأيناه في مباريات عديدة وفي دول أخرى والأمثلة على ذلك كثيرة ولا حصر لها، ففارق الثقافة والفكر جعلهم في الخارج يرونها سوء حظ وقلة تركيز، وهنا وبسبب قلة الإيمان يصورها البعض على أنها امتداد لأسطورة الدنبوشي. بعيدا عن هذه الأفكار الخرافية، فوز الاتحاد على الأهلي كان طبيعيا، فالتفوق الاتحادي على الأهلي كان واضحا في الأعوام الأربعة الأخيرة، فالأهلي لم يستطع أن يتفوق على نفسه ولا ظروفه حتى يضمن الفوز على الاتحاد، ولعله تمسك بالعامل النفسي أكثر من العامل الفني لعل وعسى أن يفوز على الاتحاد، وهو المهزوم نفسيا بعد مغادرة مدربيه بطرق عديدة وآخرهم الصربي ميلوفان الذي أقيم مؤتمر لتوديعه على أساس ظروفه العائلية كما قيل في المؤتمر الصحفي، لكن بيان المركز الإعلامي اتضح أنهم يعلمون مصيره وأن المؤتمر لم يكن سوى مسرح درامي لتبرير رحيله.