تعمد بعض الأسر في محافظة العلا بمنطقة المدينةالمنورة، وتحديدا في مركز جيدة، إلى اقتطاع جزء يسير من حديقة المنزل لزراعة شجرة اللبان، المعروفة عند الأهالي بشجرة «اليسر» ، فيما تزرع أسر أخرى تمتلك مزارع أعدادا أكبر من تلك الشجرة التي يفضل أن يسميها الأهالي هناك ب «المعجزة» حيث يستفيدون منها باستخراج الزيت من البذور، ومن ثم بيعه وتحقيق مكاسب كبيرة في مقابل تكلفة زهيدة، إلى جانب فوائدها الطبية الكثيرة. وتعكف حاليا الأوساط العلمية في المدينةالمنورة على إجراء مزيد من البحوث والدراسات حول هذه الشجرة المنتشرة في المنطقة وبمساحات شاسعة، واهتموا في الوقت ذاته بتاريخ الشجرة وفوائدها الطبية والغذائية والاقتصادية، وآفاق زراعتها واستثمارها المستقبلية. وتتحمل شجرة اللبان العيش تحت ظروف قاسية، إذ لا تحتاج إلى كميات كبيرة من المياه ، فهي تتحمل العطش بنسبة 95 %. وتشير تقارير صحية إلى أن أوراق الشجرة تحتوي على سبعة أضعاف ما يحتويه البرتقال من فيتامين «c» وأربعة أضعاف ما يحتويه الفجل من فيتامين «A»، وثلاثة أضعاف مما يحتويه الموز من البوتاسيوم، وأربعة أضعاف مما يحتويه الحليب من الكالسيوم، وتعد من أجود مصادر الغذاء للإبل والماشية والحيوانات البرية والطيور والنحل، إلى جانب استخدام مسحوق بذورها سمادا عضويا، وفي تنقية المياه. وتعد الشجرة من الأشجار الجبلية الصحراوية، ذات أفرع مستقيمة وقليلة ويصل طولها إلى ستة أمتار، وأوراقها مركبة وصغيرة، ولها أزهار كثة ذات لون وردي تبدأ في الظهور قبل ظهور الأوراق في الفترة ما بين شهر مارس وإبريل. وتعرف في عدد من مناطق المملكة بعدة أسماء، منها «اليسر، والحبة الغالية، ويسار الباب والشوع». وحاليا يستخدم اللبان على نطاق واسع، فبالإضافة إلى زيته يستعمل مثبتا للعطور، فإنه يدخل في صناعة مواد التجميل وزيوت تصفيف الشعر، كما يستعمل في أغراض غذائية وفي الإضاءة، وبقية بذوره بعد عصرها تستخدم سمادا، وأوراقه وأزهاره وثماره تستخدم غذاء ودواء للإنسان. وقال رئيس جمعية البر الخيرية بمركز جيدة التابع لمحافظة العلا بمنطقة المدينةالمنورة عضو الفريق البحثي الدكتور سعود بن إبراهيم البلوي إن الجمعية ساعدت عددا من الأهالي لزراعة الشجرة من خلال مشروع الأسر المنتجة، واستفادت منه أكثر من 60 أسرة بالقرية، وذلك باستخراج الزيت من بذور الشجرة بالوسائل المتاحة ومن ثم تسويقه حسب الإمكانات المتوافرة. وأوضح الدكتور البلوي أن الشجرة يتركز وجودها في منطقتي المدينةالمنورة وتبوك، وكانت لها استخدامات شعبية واسعة كغذاء ودواء، خاصة زيتها الذي يستخلص من بذورها حيث تصل نسبة الزيت في البذور إلى نحو 54 % من وزن الثمرة، ويستخدم بديلا لزيت الزيتون في الطهي.