«ليس من رأى كمن سمع»، مثل ينطبق على من يشاهد التجربة بأم عينيه بدلا من سماعها، في حي الواسطة بمنطقة البلد وسط جدة. ذلك الحي الذي يحلو للجداويين إطلاق لقب «جدة القديمة» عليه، لكن يبدو أنه شاخ إلى الدرجة التي تخلى عنه الجميع، ما جعله عرضة للمرض من نوع خاص. إذ تحاول الفئران انتزاع كل ما هو قديم في المنطقة، لتنتهي منه، خاصة أن المباني من الطراز الخشبي الذي ربما لا يصمد مع أي رياح، فضلا عن أسنان القوارض، إلى الدرجة التي أعلن فيها سكان الحي الرحيل، بعيدا عن الواقع المؤلم، حتى إشعار آخر. يكشف أحد سكان الحي إبراهيم المصري، أن الفئران أرغمت الكثيرين على استخدام كل الوسائل: «فقمنا بضربها وقتلها وتسميمها لكن لا فائدة، فالأعداد في تزايد، وتختبئ تلك الفئران في الصباح بسبب ارتفاع درجة الحرارة، فتخلد في حفر قامت بحفرها في جميع أرجاء الحي، وما إن يحل الظلام مع الليل، حتى تبدأ في جولاتها وهجومها المستمر على البيوت، دون أدنى رحمة بحثا عن الأطعمة والمؤونة». وبات المصري يخرج من طابع المطالبة إلى التمني «أتمنى أن تذهب تلك الفئران إلى حال سبيلها بعيدا عن الحي، فقد سببت الأذى لنا جميعا، وأدخلت الرعب للأطفال». ويشير الشاب محمد عسيري إلى أن مجموعة من أصدقائه باتوا يتحركون في الحي وبحوزتهم عصي غليظة لضرب الفئران وتشريدها «لا نتركها على حالها، بل نطاردها باستمرار، ولم نتمكن من طردها رغم أن عددها قليل، من الواجب تدخل قسم الصحة ببلدية البلد لرؤية الموقف بالعين مباشرة، والعمل على توفير الحلول السليمة والعاجلة، لإنهاء الأمر». وتصف حسناء جاسم تحرك الفئران ليلا، على أساس جماعات «ما يجعلنا نهرب منها، ليتحول الحي إلى بيوت مخيفة». ويشدد أبو سلطان على أن «تلك الفئران اخترقت حتى الجدران في البيوت، وكذلك الأخشاب، ولم تسلم من قوارضها أجزاء من الألمنيوم، والمستغرب تلك الوحشية التي تتعامل بها تلك الفئران، التي قرضت حتى أسلاك الكهرباء، وأعتقد أنه إذا استمر الأمر هكذا سيعود مرض الطاعون إلينا بسببها، لتدخلها في كل شيء، ونطالب الصحة والأمانة بسرعة التدخل، وإنقاذنا قبل فوات الأوان». من جانب آخر لم تتجاوب الأمانة عبر قسم الصحة مع اتصالات «شمس» التي أجرتها للحصول على التعليق المناسب .