بغض النظر عن التخبطات الواضحة التي حصلت في القرارات الصادرة من قبل لجان اتحاد القدم تجاه محترف الهلال «رادوي».. والازدواجية التي تجلت بوضوح في عمل هذه اللجان.. إلا أنه يمكننا حقيقة الوقوف طويلا أمام الموقف المثالي لإدارة نادي الهلال في تعاملها مع هذه القضية.. فالمتابع الجيد للحالة الإعلامية المصاحبة للقرار المجحف يدرك جيدا أن الإدارة الهلالية أثبتت بما لا يدع مجالا للشك أنها تعمل من أجل الصالح العام.. ولا تبحث عن إثارة الزوابع على الإطلاق.. فعندما يخرج الرئيس الهلالي الأمير عبدالرحمن بن مساعد أولا ويصف تصرف لاعبه الروماني «رادوي» بالأحمق.. ويؤكد أن العقوبة الداخلية ستقع في حقه.. ثم يؤكد بعد صدور قرار إيقافه ثلاث مباريات.. أن الإدارة الهلالية لا تنوي تقديم استئناف على القرار الصادر من اللجنة الفنية.. قبل أن تأتي لجنة الانضباط بقرارها الكارثي المثير للغضب.. فهذا دليل صريح على مبادئ وأخلاقيات الإدارة الزرقاء الثابتة..التي لا تبحث مثل غيرها عن إثارة الرأي العام.. ومحاولة الظهور بمظهر المظلوم.. واتباع سياسة «خذوهم بالصوت».. فهذا كله لم يكن حاضرا في ردة الفعل الهلالية على قرار لجنة الانضباط وتعاملها الغريب مع حادثة «رادوي».. حيث كان التحفظ الأزرق منصبا على تبيان الخطأ الفادح الذي ارتكبته لجنة الانضباط وأثارت فيه الشارع الرياضي بأكمله وليس الهلاليين فحسب.. وركزت ردة الفعل الهلالية على نقاط خلافية واضحة للجميع.. وقارعت الحجة بالحجة.. بكل هدوء وعقلانية.. حتى أن المبررات التي ساقها الرئيس الهلالي في برنامج «في المرمى» حول دوافع اتهامه لأحد أعضاء لجنة الانضباط باستقصاد الهلال.. جاءت مقبولة ومنطقية في ظل فداحة الأخطاء وغرابتها. أتمنى فقط أن تعمم المنهجية الهلالية الرائعة في ثقافة الاختلاف والاحتجاج.. القائمة على الاحترام.. والتعاطي المثالي والواثق مع القرارات.. التي تتطلب في أحيان كثيرة مثل هذه الثورة في وجه الأخطاء الفادحة التي يدركها الصغير قبل الكبير.. فخطواتنا التصحيحية التي نزعم أننا ماضون بها قدما.. تحتاج إلى هذا الأنموذج الواعي في الاختلاف؛ لأنه سيكشف الكثير والكثير من خفايا الأمور في لجان اتحاد القدم الذين يزعمون «زرقتها».. ظلما وبهتانا..!