يملك عقلية رياضية استثمارية مميزة. شغل مناصب عدة في ناديه واستطاع أن يبثت كفاءته فيها، اشتهر بصراحته ودفاعه الدائم عن مصالح الكيان الذي ينتمي إليه.. عضو مجلس إدارة نادي الاتفاق وأمين الصندوف وعضو لجنة الاستثمار عدنان المعيبد حل ضيفا على «شمس» في حوار تحدث فيه عن نظرته الخاصة فيما يخص الاستثمار الرياضي داخل الأندية، وعن أمور أخرى.. إليكم أهم ما جاء فيها. ما انطباعك حول مباراة الفريق المقبلة أمام الاتحاد في ربع نهائي كأس ولي العهد؟ تبقى مباراة مهمة وصعبة للطرفين، ونأمل أن يدخلها لاعبونا وهم في قمة حضورهم الذهني والفني والمعنوي، خصوصا بعد الخسارة الأخيرة من الفيصلي في دوري زين التي يجب ألا تؤثر فيهم. الفريقان يحتلان مركزا متقدما في الدوري وهذه المواجهة ستعطي حافزا كبيرا لهما في حال الفوز للاستحقاقات المقبلة بالدوري والكأس. لقد رفع مجلس الإدارة معنويات اللاعبين ودعمهم بكل ما يحتاجونه وذلل كل المشكلات التي تعترضهم ونأمل أن نصل إلى النتيجة الإيجابية خاصة أننا نلعب بعاملي الأرض والجمهور. صبت أغلب ترشيحات النقاد حول فوز الاتحاد لاعتبارات عديدة.. ما تعليقك؟ في العام قبل الماضي في نفس المسابقة تعادلنا مع الاتحاد في الدمام وفزنا في جدة ووصلنا إلى نصف النهائي لملاقاة الأهلي ثم انتصرنا وتأهلنا للنهائي أمام الهلال، وفي دوري هذا العام خسرنا أمامهم في جدة بهدفين لهدف ونحن في أسوأ حالاتنا وتعادلنا في الدمام بهدفين لهدفين، رغم تقدمنا بالنتيجة حتى آخر الثواني. بلا شك تبقى مباراة مفصلية ومواقفنا مع هذه الفرق مشرفة وتعكس مستوانا الحقيقي. هل صحيح أن مستوى الاتفاق الحقيقي لا يظهر إلا في بطولات النفس القصير؟ نحن نعمل نحو الأفضل بدليل التحركات الإيجابية التي قمنا بها تجاه تجهيز الفريق الأول والأولمبي لجميع منافسات الموسم الجاري، وليس مسابقة كأس ولي العهد أو كأس خادم الحرمين الشريفين، ونأمل أن نقطف ثمار جهدنا بالحصول على بطولة تتوج مجهوداتنا. أما بالنسبة إلى النفس القصير كما تقول فإن كل فريق حصل على كأس ولي العهد أو كأس الملك، لديه نفس قصير وفي النهاية.. هي بطولة تسجل في تاريخك. إذن الاتحاد ليس بذلك الفريق الذي يصعب تجاوزه؟ متى ما أعطينا الكرة حقها ومتى ما تعاملنا مع مجريات المباراة بشكل احترافي وطبقنا كل ما يطلب منا بعزيمة وإصرار وحماس تأكد أننا سنتجاوز كل الخصوم وليس الاتحاد فقط ونحن قادرون على صنع هذا الفارق. الشيء المميز هذا الموسم أن الفروقات الكبيرة اختفت بين الفرق. ولكن ألا ترى أن الهلال نال نصيب الأسد من الترشيحات للفوز بالدوري؟ إلى الآن المحصلة النقطية للهلال هي الأفضل في الدوري، ولكن دوري هذا العام بين تراجع مستويات الفرق الكبيرة التي كنا نعتقد أنها قادرة على حسم الأمور منذ وقت قصير.. ومع احترامي للهلال فهو لم يقدم مستواه المعروف عنه بدليل الفرق التي تنافسه حاليا وهي متقاربة في النقاط، وبأمانة الدوري في هذا الموسم أضعف بكثير من الموسم الماضي. إلى أين وصلتم في ملف الاستثمار؟ وما الخطط التي ستنفذونها على المدى القريب؟ لا يخفى على الجميع أن العمر الزمني لمنشأة النادي 28 أو 29 عاما وقد بنيت لمزاولة النشاط الرياضي وليس للاستثمار، فليس هناك بنية تحتية داخل النادي تساعد على طرح أفكار استثمارية، فنحن بنينا عيادة طبية ضخمة ومعسكرا «خمس نجوم» للفريق، وأنشأنا ملاعب إضافية من أجل دعم الفرق الكروية والألعاب المختلفة الأخرى، وكل ما نصرفه لهذه البنية التحتية تصب في صالحها وليس للمستثمر شأن فيها. لأن المستثمر يريد نتيجة غير مباشرة مثلما هو حاصل مع شركة الاتصالات التي استثمرت في بعض الأندية من أجل ترغيب مشجعي النادي للاشتراك في باقات هذه الشركات وتسويق منتجاتها داخل النادي ولم نر إلى الآن مشروعا ضخما أقامته هذه الشركات الراعية لصالح النادي فمثلا لم نر معسكرا يمثل الاتصالات السعودية أو ملاعب ومتحفا رياضيا ولم نشاهد صالات رياضية للمحاضرات أو حتى أكاديميات. كيف ترى طريقة الاستثمار الحقيقي في الأندية؟ عندما نتكلم عن الاستثمار ننظر إليه للمدى البعيد، ولا نتحدث عن عقد أبرم اليوم لرعاية النادي وأن يكون كل شيء في هذا النادي لصالح الشركة، هذه رعاية من الممكن أن تجدها في أي لحظة، فالأندية حتى الآن لم تحمل أفكارا استثمارية ترجمت على أرض الواقع. نحن في الاتفاق لدينا أرض تجارية سوقناها لمستثمر، وبكل تأكيد ستدر على النادي مبلغا لا يقل عن مليون و 200 ألف ريال سنويا لمدة 20 عاما ثم تعود بعدها ملكية المشروع لصالح النادي وهذا هو الاستثمار الحقيقي. أفهم من حديثك أن إدارة النادي الحالية ستستمر للأعوام الأربعة المقبلة؟ الكل يعلم أن عمل الإدارة الحالية ينتهي مع نهاية الموسم الجاري، وستكون هناك جمعية عمومية مقبلة وننتظر من الاتفاقيين دعم هذه الإدارة لتنفيذ خططها وبرامجها على المدى البعيد، وللأمانة ليس لي علم باستمرارها من عدمه. شركة الاتصالات السعودية وقعت عقود رعاية مع الأندية ذات الجماهيرية على حد قولها، ألا تعتبر ذلك تفسيرا منطقيا لبعدها عن رعاية الاتفاق؟ الاتفاق يمتلك أضعاف جماهير تلك الأندية التي وقعت معها الشركة، وأعتقد أن مسؤولي شركة الاتصالات سعوا جاهدين لتوقيع عقد رعاية معنا الموسم الماضي ويعرفون حقيقة جمهورنا الذي يعد الأكبر والأوسع في المنطقة الشرقية وقد أعطيناهم الضوء الأخضر وانتظرنا ردهم أكثر من مرة ولكنهم خذلونا في النهاية وانسحبوا من المفاوضات. فاسم الشركة «اتصالات السعودية» ما يعني أنها تمثل جميع الأندية السعودية في دوري زين وتواجدها في المنطقة الغربية برعاية الاتحاد والأهلي وفي المنطقة الوسطى برعاية النصر والشباب، لكن كل الأمل أن نادي الاتفاق يمثل الحركة الرياضية الواسعة في المنطقة الشرقية وعنوان أكبر الإنجازات في المملكة فما الذي يمنع أن يرعوا نادينا ويطوروا خدماتهم ومنتجاتهم فيه؟!. إذن أنت تطالب بدخول البنوك والمستثمرين الأجانب لرعاية الأندية المحلية؟ بالطبع لأن الشركات الخليجية استثمرت في أوروبا ونجحت.. دعني أعود للاتصالات السعودية فهي تدفع مبالغ ضخمة لناديي مانشستر يونايتد الإنجليزي وريال مدريد الإسباني وبالتالي فهي أموال مستثمرين سعوديين ولا أعتقد أن جمهور الناديين في هذين البلدين سيشتركون في باقات الشركة؛ لأن عمل الشركة محلي، فهي لا تملك الاسم التجاري لكي تسوق في أوروبا ونستغرب حقيقة أنها تدفع تلك الأموال لصالح تلك الأندية. هل بإمكاننا القول إن الاتفاق عائد بقوة في الموسم المقبل؟ بالتأكيد.. من سنن الحياة أن تستفيد من أخطائك السابقة وتتقدم نحو الأفضل، نحن عالجنا أمورنا هذا الموسم وظهر فريقنا بحلة جيدة ويحتاج إلى بعض التغييرات في المواسم المقبلة لكي يعود بطلا كما عهده الجميع. ألا تقف المادة عائقا أمامكم لتنفيذ خططكم؟ موضوع المادة شائك وعائم أمام جميع الفرق، وبصراحة هي تركت الأندية في المواسم الماضية تحت طائلة الفقر والاستجداء وهذا ما أضر الكرة السعودية التي لن تنهض إلا بنهوض الأندية. وأعتقد أن الخطوات والتحركات المثمرة من قبل الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل بطرح منافسة عامة للدوري لكل القنوات والرقم الأعلى يستثمر لصالح الأندية سيعود بالنفع على الكرة المحلية بشكل عام، ويجب أن يكون هنالك حد أدنى من الإيرادات للأندية، حتى تطور برامجها ويكون وضعها الفني جيدا دون مبالغ ثابتة. ما يحصل الآن في الأندية التي لا تملك رعاة هي اجتهادات شخصية وتجد أن الأمور فيها متروكة لرئيس النادي أو أعضاء الشرف وهذا ليس عملا مؤسسيا، والعمل المؤسسي يقوم من خلال توفير حد أدنى من الإيرادات لجميع الأندية وهذه فرصة للتحرك والتحرر نحو الاستثمار فيها وبالتالي يتحقق لنا دوري جيد ومنتخب جيد أيضا .