المهندس المصري وائل غنيم، الموظف بشركة جوجل العالمية والناشط الإلكتروني الشاب، هو الذي أنشأ صفحة «كلنا خالد سعيد»على موقع الفيس بوك، وخالد هو الشاب الذي أشيع وقتها أنه قتل تحت التعذيب على أيدي الشرطة العام الماضي دون ارتكابه أي جنحة! وقتها لم يكن يتخيل أحد من المصريين حتى في أقصى خيالاتهم جموحا أن الناشط وائل غنيم سيتمكن من إشعال ثورة الشعب التي دفعت رئيس الجمهورية إلى التنحي عن السلطة بعد سبعة أشهر من إنشاء الصفحة. خالد سعيد الشاب المصري الذي لم يرتكب في حق بلده أي خطأ يستحق أن يُقتل بسببه, مثله كمثل محمد بوعزيزي الشاب التونسي الذي أحرق نفسه احتجاجا على البطالة أو يأسا من الحياة تحت براثن الجوع والفقر والقمع, هذان الشابان اللذان رحلا بمأساوية تمكنا دون قصد من أن يُسقطا نظامين حاكمين استمر عهدهما عقودا من الزمن.. هذان الشابان غيرا برحيلهما مصير شعبين، وإن لم يشهدا هذا التغيير إلا أنه سيرتبط دوما باسميهما وسيذكر التاريخ أن شابا مصريا جسورا اسمه وائل غنيم، استطاع أن يقنع الملايين بالانضمام للمظاهرات السلمية. وائل غنيم الذي اعتقل لمدة 12 يوماً في بداية المظاهرات لم يتوقف عن المطالبة باستمرارها بعد خروجه من الاعتقال, وهو الذي بدا متأثرا لوفاة بعض المتظاهرين على شاشات الإعلام العربية وحث المصريين على ضبط النفس مشددا على ضرورة أن تستمر المظاهرات بشكل سلمي ومعتذرا لكل أب وأم فقدوا خلال ثورة الغضب أحد أبنائهم. سيخلد التاريخ بلا أدنى شك عام 2011, وسيذكر دائما أنه كان عام ثورة وتغيير وإصلاح وشباب, كما سيخلد التاريخ اسم وائل غنيم الذي يبدو جليا أن اسمه سيكون حاضرا في المشهد السياسي المصري مستقبلا. «وائل سعيد عباس غنيم» لا تنسوا هذا الاسم!