تتنفس كرتنا المحلية «مشاكل» تبقيها على قيد الحياة، ويروي عطشها كأس من «العناد»، مضاف إليه قليل من «العباطة»، وتشغل أوقات فراغها بمداخلات تليفزيونية تافهة على وزن «فريقنا أقوى من فريقكم»! الحقيقة المرة في بعض أنديتنا المحلية هو تفتيشها عن المشاكل وافتعالها إذا دعا الأمر ذلك، وتكبير صغائر الأمور، والأغرب من هذا كله أن المنتمين إلى تلك الأندية، يدعون إلى نبذ التعصب والتفكير باحترافية وينتقدون ما لا يعجبهم، وهم في النهاية «ساس البلى» آخر مشاكل أنديتنا التي لا تعد ولا تحصى، قضية المدرجات.. الشباب يريد المدرج الشمالي، والنصر يرد: لا هذا مدرجنا وتعودنا عليه، لتتواصل ردود الفعل بين الناديين بالتأكيد على أنهم سيخرجون فائزين بغض النظر عن الكاسب في معركة المدرج. .. سمعنا عن مباريات تبدأ قبل إطلاق حكم المباراة صافرته، بسبب أمور جديرة بتسخين الحدث وزيادة حدة الترقب، أو بتصريح ناري يطلقه المدرب ضد منافسه، ولكن أن يكون ذلك بسبب مدرج ف «هذي جديدة». والأغرب من هذا كله محاولة منسوبي ناديي النصر والشباب تحميل الاتحاد السعودي جزءا من المسؤولية في المشكلة الحاصلة فيما بينهما، ولكن اتحاد الكرة كان يعتقد أن مسؤولي الأندية يمتلكون عقلية كبيرة تجعل دخولهم في صراعات واختلافات بسبب «وين تقعد جماهيرنا فيه» مستبعد تماما ومعه كل الحق في ذلك. بعيدا عن كل ذلك، تبقى الحقيقة واضحة في هذا الجانب، طالما كنت الفريق المضيف فمن حقك الجلوس في المدرج الشمالي، على أن يكون الضيف في الجهة الجنوبية، إلا إذا اتفق الطرفان فيما بينهما على تبادل المقاعد، ويبدو أن أحد الأطراف رفض التنازل، واعتبر مطالباته مشروعة وربما يطلق تصريحا مدويا عقب اللقاء يقول فيه: «المدرج مدرجنا.. حنا نقعد فيه ولا علينا من أي أحد». .. المهم الآن أن يسحب كل شخص مطالباته بوضع تذاكر مرقمة، بحيث يدخل المشجع قبل المباراة بوقت قصير ليجد كرسيه أمامه، لأننا بحاجة إلى حل مشكلة معقدة جدا جدا قبل تطبيق الخطة السابقة، وهي أين يجلس المشجع في الجهة الشمالية أو الجنوبية، واقترح هنا تشكيل لجنة لدراسة تداعيات القضية ورصد آخر التطورات واتخاذ الإجراءات المناسبة، ولا مانع من الاستعانة بمستشار من الخارج للمساعدة!