ما إن أطلت عطلة نهاية منتصف العام الدراسي حتى سارع كثير من سكان مكةالمكرمة إلى الانطلاق إلى البراري للاستمتاع بأجواء التخييم في ظل أجواء لطيفة وبرامج شيقة تكسر روتين الحياة بعيدا عن صخب المدن وضيق الفضاءات. ووصف البعض تلك الرحلات بأنها «شبابية» على اعتبار أن المستفيد الأول منها هم الشباب، الذين يبتكرون دائما ما يجعل من تلك «الطلعات» أكثر حيوية وخاصة تلك التي تكون على طريق جدة السريع «الشميسي» أو منطقة المغمس في ضاحية الشرائع حيث المساحات الممتدة على بساط من الخضرة التي روت من الأمطار التي هطلت أخيرا على المنطقة. وذكر عدد من الشباب ل«شمس» أنهم يحاولون الاستفادة من هذه العطلة القصيرة، أو إجازة الربيع، في النزهات البرية والاستمتاع بجمال الطبيعة وممارسة العديد من الألعاب الشعبية والتسامر حول النيران، باعتبارها أفضل من النوم نهارا والخروج إلى المقاهي ليلا أو الجلوس أمام شاشات التلفاز وممارسة الألعاب الإلكترونية والتسكع في الأسواق. وقال مشهور البقمي إن الرحلات والنزهات البرية متعتها أكبر ومردودها على النفس والجسم أكبر، فالفضاء المفتوح والهواء المنعش النقي يزيح الكثير من الضغوط التي تحاصرنا خلال أيام الدراسة أو العمل، ويكون بداية انطلاقة جديدة بكل حيوية ونشاط ورغبة في الإنجاز. كما أنها تتيح الفرصة لممارسة بعض الهوايات القديمة مستفيدين من الرمال الذهبية والناعمة الموجودة هنا. مضيفا أن الشباب هنا يتولون أمورهم بأنفسهم من تجهيز المخيمات وإعداد الوجبات الشعبية مثل المندي والحنيذ والمدفون وقرصان الملة وغيرها. أما الشاب سطام حميد فذكر أن هناك نشاطات عديدة يمارسها الشباب هنا في مخيماتهم؛ فبعضهم يمارسون بعض الأنشطة الرياضية الخفيفة، ومنهم من ينظم مباريات في كرة القدم أو الطائرة وغيرها من الألعاب الجماعية، وهناك من يمارس الرياضات الفردية كقيادة الدراجات النارية والتطعيس. كما أن بعض الألعاب الشعبية تكون حاضرة ويحرص الجميع على المشاركة فيها لأنه يصعب ممارستها في المدن أو خلال العام الدراسي. ولفت إلى أن الجلوس حول النار فيه متعة كبيرة خاصة عندما يسدل الليل أستاره ويعم السكون ويتسلل دفء نيران حطب السمر والقرض من المشب: «رحلات البر التي يجتمع فيها الأقارب والأصدقاء لها طابع مميز وخصوصا إذا استمرت لأكثر من يومين في المناطق البرية مثل الشميسي أو المغمس وسط أجواء معتدلة خاصة في الليل». ولكثرة المخيمات المنصوبة في البراري يلجأ بعض الشباب إلى رفع رايات أو وضع لافتات عليها لكي يسهل تمييزها. وقال تركي العتيبي إن هذا الازدحام يشير إلى أن المنطقة جيدة فمن أساسيات التخييم اختيار المكان المناسب التي توفر جملة من الفوائد ومنها تتحقق الفائدة من التخييم عن المواقع الجاذبة. وطالب أمانة العاصمة المقدسة بإنشاء منتزه في منطقة الشميسي التي تتمتع بكثبان رملية ناعمة وتنظيمها بدلا من تركها هكذا تصبح سوقا رائجة لأصحاب الدراجات النارية وألعاب الأطفال المتنقلة التي تدر عليهم دخلا ماليا كبيرا وتصدر ضوضاء أكثر