تعاني أندية المنطقة الشرقية منذ أعوام عدة من عدم قدرتها على حصد ثمار جهدها من إعداد اللاعبين المتميزين وأصبحت أندية تفريخ للأندية الأخرى، لما تواجهه من أزمات مالية وغياب لأعضاء الشرف المؤثرين.. ومن بعد هيبة القادسية الذي تسيد القارة الآسيوية في فترة سابقة، وترجمة الاتفاق أفضليته خارجيا بتحقيق كأس الخليج للأندية وكأس العرب، لم تعد أندية المنطقة قادرة على إثبات وجودها، لضعفها أمام المبالغ المرتفعة التي تقدم لها من أندية الرياضوجدة، التي تسببت في خروج نجوم من طراز عال مثل عبدالله الشريدة وحسين الصادق وياسر القحطاني وسعود كريري وعبدالرحمن القحطاني، ومحمد السهلاوي، وراشد الرهيب، الذين لو بقوا في أنديتهم لتغيرت الوقائع، ولما ابتعدت أندية الشرقية عن منصات التتويج.. «شمس» واجهت العديد من الشخصيات في المنطقة وسألتهم عن سبب الابتعاد عن الألقاب، ولماذا بات لاعبو المنطقة أقرب للخروج متى ما وصلوا لقمة نضجهم الكروي، وكانت الردود والمبررات متفاوتة. رئيس نادي الاتفاق عبدالعزيز الدوسري حمل أعضاء الشرف المسؤولية الكبرى في إجباره كرئيس على تغيير قناعاته بعدم بيع أو إعارة أي لاعب مميز، موضحا أن الناحية المادية تجبره على اتخاذ العديد من القرارات التي لا يتمناها. وأضاف الدوسري أن أندية المنطقة الشرقية بحاجة لأعضاء شرف أكفاء يستطيعون مساعدة النادي من النواحي المادية: «لو امتلكنا أعضاء شرف مثل أولئك المتواجدين في المنطقة الوسطي والغربية لأختلف الوضع 180 درجة». وختم حديثه قائلا: «ثقوا ثقة تامة، بأنه متى ما توفرت السيولة المادية المقنعة فلن يغادر أي لاعب خارج حدود المنطقة الشرقية أيا كانت العروض المقدمة». سيولة.. وتخاذل نجوم من جهة أخرى رفض رئيس نادي القادسية عبدالله الهزاع تحميلهم مسؤولية بيع عقود النجوم: «لو كان لديك الموازنة الضخمة مثل ما تملك أندية الوسطى والغربية لعملنا ما عجز عنه أصحاب الملايين، ولكن كما يقال العين بصيرة واليد قصيرة، وفي بعض المرات تجبرك الظروف المادية الصعبة على اتخاذ بعض القرارات غير المرغوب فيها». وأكد الهزاع أنهم في القادسية يحاولون تعويض خسارة اللاعبين البارزين من خلال شراء أكثر من عقد لاعب بديل: «في الوقت نفسه عندما تفرط بأحد نجوم الفريق لا بد أن تعوضه، وهذا ما عملناه في القادسية، فمن خلال بيع عقد محمد السهلاوي استطعنا أن نعيد بناء الفريق بأكمله، وهذه تعتبر سياسة ناجحة لم تكن موجودة من قبل». وهاجم الهزاع في نهاية حديثه النجوم: «غالبية اللاعبين تتغير طريقة تعاملهم مع الإدارة ويبدأ مستواهم بالانخفاض، ويتخاذلون رغبة منهم في توجيه رسالة بالرغبة في عدم الاستمرار، وهذا ما حدث سابقا وعلى سبيل المثال المهاجم ياسر القحطاني خلال فترة تواجده في القادسية لم يكن يقدم المستوى المأمول، وإذا ذهب مع المنتخب قدم مستوي يلفت الأنظار». عضو.. ماركة البلوي! وكان للمدرب الوطني حمد الدوسري الذي لعب دورا بارزا في بروز نجوم الكرة السعودية أمثال سعود كريري وياسر القحطاني، رأي مشابه وأبدى تحسره على تفريط إدارات الأندية بالمنطقة الشرقية باللاعبين البارزين، وبدا التشاؤم واضحا في حديثه: «لن يتوقف بيع النجوم إطلاقا لدينا في المنطقة الشرقية وستواصل أنديتنا تصدرها في تفريخ النجوم طالما منطقة بحجم الشرقية لا تملك عضو شرف ورجل أعمال من ماركة منصور البلوي». ودافع الدوسري في نهاية حديثه عن رؤساء الأندية مؤكدا أنهم لا يتحملون أي جزء من المسؤولية والسبب الرئيسي وراء تغيير قناعاتهم وبيعهم للنجوم يعود لخذلان أعضاء الشرف لهم، فبعد الوعود بالدعم والوقوف إلى جانبهم يفاجؤون ب «التطنيش» والإهمال وربما السب والقذف بعض الأحيان عبر وسائل الإعلام. الراشد.. عكس التيار وسار رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية بالمنطقة الشرقية رئيس هيئة أعضاء الشرف بنادي الاتفاق عبدالرحمن الراشد على عكس الموجة، وأكد أن أعضاء الشرف داعمون لأنديتهم بالمنطقة الشرقية وغالبية الأموال الموجودة بخزائن الأندية تعود لتبرع أعضاء الشرف. واستغرب الراشد من الاتهام الموجه لأعضاء الشرف لابتعادهم عن النادي مطالبا بإحصائية تبين مصداقية تلك الأحاديث، وعند تذكيره بالدعم اللامحدود من أعضاء الشرف في المنطقة الوسطى والغربية لأنديتهم والذي لا يقارن بدعم الأعضاء بالمنطقة الشرقية تمنى الراشد أن يكون الدعم وفيرا في المستقبل. ووجه الراشد نهاية حديثه لمن يصطاد في الماء العكر بأن الغالبية من أعضاء الشرف محبون لأنديتهم ويدعمونه ككيان وليس لوجود شخص معين في كرسي الرئاسة. تقصير رجال الأعمال وخالف نائب رئيس هيئة أعضاء الشرف بنادي الخليج سلمان المطرود وجهات النظر حول وجود صراعات ما بين رجال الأعمال ودعمهم للأندية الرياضية بالمنطقة الشرقية، مؤكدا أن ابتعاد بعضهم يأتي للرغبة الواضحة في العمل بعيدا عن المجال الرياضي. وتمنى المطرود أن يقتدي رجال الأعمال في الشرقية بنظرائهم في المنطقة الوسطى والغربية، الذين ضخوا سيولة كبيرة من أموالهم في القطاع من أجل دعم المسيرة الرياضية وكذلك الاستثمار الرياضي. وقال المطرود في نهاية حديثه إنه متذمر من بعض إدارات الأندية لتقصيرها في إعداد برامج متكاملة لرجال الأعمال وزيارتهم لكي يوضحوا لهم مدى نجاح الاستثمار في الرياضة ومدى أهميته لأبناء المنطقة .