لو رأيتني وأنا أنظر بأسى إلى حطام الزجاج الذي خلفته بعد أن قمت بفعلتك، أو رأيتني وأنا أحاول ألا ألمس الأبواب في البداية، كي لا تضيع بصماتك، حتى بدأت الحديث مع نفسي قائلا: «يا رجال مصدق أنت!»، لأقوم بعدها بتفقد الأشياء في السيارة، لخُلقت رحمة في قلبك يا سارقي ولم تفعلها! كانت حبوب الصداع في مكانها مختلطة بالزجاج الذي هشمته أنت! ترى ألم تتملكك الرحمة وأنت تراها؟ ألم تشفق علي من الصداع الذي يلازمني منذ فترة قبل أن تقرر زيادته بفعلتك يا سارقي؟ العلكة كذلك لم تتحرك من مكانها، وحده المُسجل لم يكن موجودا! وشريط «أصالة» الذي كان في داخله! ليلة البارحة كانت آخر أغنية أستمع إليها من هذا الشريط «هات قلبي»، يمكنك تشغيلها الآن، إنها الأغنية الثالثة، حين تصدح أصالة في المنتصف قائلة «وألاقيها منين؟ وأنا بين اثنين، على قلة راحتي متفقين!». كانت الدنيا سابقا، وأتيت لتشاركها يا سارقي، بعد أن حطمت الزجاج وأخذت ما أخذت. لكنني مع كل ذلك، أحترمك يا صديقي، وأعترف أنك تمتلك قلبا قويا لم يجد من يستغله، إذ كيف تحطم زجاج سيارة مركونة في موقف فسيح، وعلى شارع يعج بالحركة! عتبي عليك أن الزجاج ملأ حطامه أرجاء المكان. اليوم أخبرت الشرطي بأن كل ما سأفعله حين يقبضون عليك، هو إعطاؤك نسخة من مفتاح السيارة كي لا تضطر إلى التحطيم مرة أخرى. أتوقع بأنهم لن يقبضوا عليك، وفي الحقيقة لا أتمنى ذلك، لعلمي بأنك لم تقدم على ما فعلت إلا لحاجتك، لذلك: يا سارقي إني عفوت عنك! على الرغم من الصداع، والمسجل والشريط الذي في داخله! في الشريط ذاته، وفي الأغنية الثالثة ذاتها، تصدح أصالة مجددا في نهاية الأغنية قائلة «وحلومك ليه؟ ويفيدني بإيه؟ باتمنى لك ألف سلامة!»، يا سارقي أتمنى لك سلامة دائمة، وآمل أن تحصل على سعر جيد للمسجل، وأن تحتفظ بالشريط كذكرى وعربون صداقة بيننا، لا أخفيك أنني لا أتمنى عودتك ومتأكد أنك ستتفهم هذه الرغبة يا صديقي!