انتشرت في عدة دول عربية ظاهرة إقدام بعض المحتجين على إشعال النار في أنفسهم للتعبير عن يأسهم وسخطهم. وشهدت الإسكندرية بمصر، الثلاثاء الماضي، انتحار شاب في ال 25 من عمره عاطل عن العمل بإشعال النار في نفسه، بالإضافة إلى محاولتين أخريين في القاهرة للانتحار بالطريقة نفسها، أحدهما لمحمد فاروق الذي أشعل النار في نفسه أمام البرلمان المصري. وفي الجزائر، حيث اندلعت مظاهرات احتجاج على ارتفاع أسعار الغذاء، أشعل سبعة أشخاص النار في أنفسهم. كذلك أشعل موريتاني النار في نفسه احتجاجا على سوء معاملة السلطات لأفراد قبيلته. ويعكس الانتشار المفاجئ لهذه الظاهرة في عدة دول عربية اليأس الشائع بين شعوب المنطقة لعدة أسباب، بينها غلاء المعيشة وضيق ذات اليد. والانتحار بهذه الطريقة ليس أمرا جديدا. ففي عام 1963 أشعل فيتنامي النار في نفسه بأحد شوارع العاصمة سايجون احتجاجا على المضايقات التي يواجهها. ومثلما حدث في تونس، ساهم انتحار هذا الشخص في سقوط النظام الفيتنامي، وألهم آخرين لاتباع هذه الطريقة للتعبير عن اليأس. وفي عام 1965 انتحر الأمريكي نورمان موريسون بإشعال النار في نفسه أمام مبنى البنتاجون بواشنطن احتجاجا على حرب فيتنام. وساهم ذلك في حشد الرأي العام الأمريكي ضد الحرب. وفي عام 1969 انتحر الطالب التشيكوسلوفاكي يان بالاتش بالطريقة نفسها في براغ احتجاجا على الاحتلال السوفيتي لبلاده. وقد تحولت جنازته إلى مظاهرة ضخمة. وتكرر هذا النوع من الحوادث طوال العقود التالية للاحتجاج على أمور مختلفة، مثل اضطهاد الأقليات في الصين ورفض طلبات اللجوء في بريطانيا. والغريب أن حركة الاحتجاج على الأحوال المعيشية من خلال الانتحار حرقا امتدت إلى رومانيا، حيث أقدم مواطنان اثنان علي الانتحار عن طريق إحراق نفسيهما بسبب ظروفهما السيئة. وسكب أب لديه ثلاثة أطفال البنزين علي نفسه وأشعل فيها النيران بشرق البلاد. وأوضح الرجل أنه أقدم على الانتحار لأنه غير قادر على إطعام أطفاله. وتمكن الجيران من إخماد النيران، ولكن الرجل أصيب بحروق شديدة في أنحاء جسده.