تقترب الرياض من أن تكون أكبر مركز مالي بمنطقة الشرق الأوسط بإنجاز حي المال والأعمال «مشروع مركز الملك عبدالله المالي» الذي اكتمل بنسبة 43 % تقريبا في مرحلتيه الإنشائيتين الأولى والثانية، حيث يحتضن المركز 70 % من مباني المؤسسات والجهات المالية، ومقرا للسوق المالية، إلى جانب الأكاديميات المالية، ومقار البنوك والشركات والمؤسسات الأخرى، وما يرتبط بها من خدمات مالية، إلى جانب مؤسسات المحاسبة القانونية والمحاماة والاستشارات المالية وهيئات التصنيف ومقدمي الخدمات التقنية، وما سيوفره المركز من منتجعات سياحية، وإيجاد بيئة ترفيهية جديدة للمنطقة على مساحة تبلغ نحو مليون و600 ألف متر مربع. وانطلقت معظم أعمال البنية التحتية، والطرق، ومحطات التبريد المركزية، ونظام القطار، إضافة إلى أن مراحل العمل تسير حسب الجدول الزمني المعتمد فيما يتعلق بمناطق الجذب ومواقف السيارات، فيما ارتفعت مباني المشروع على امتداد طريق الملك فهد شمال الرياض في مرحلته الأولى التي تضم 15 برجا مكتبيا وسكنيا وتجاريا إلى جانب فندق ومسجد، وكذلك المرحلة الثانية التي تضم 45 برجا مكتبيا وسكنيا وتجاريا مع فندقين وطوابق خاصة للمواقف تحت الأرض، فيما يتوقع أن يستكمل إنجاز المركز في نهاية عام 1433ه، وتستكمل باقي المباني حسب حاجة السوق. ولا يزال العمل جاريا لإنشاء أربع محطات لتوليد الطاقة الكهربائية الفرعية، ومحطتين للتبريد المركزي داخل موقع المشروع، كما يتم العمل على إعداد التصاميم الخاصة بشبكة القطار الأحادي ومحطات التوقف ومحطة التشغيل والصيانة، ويعد مركز الملك عبدالله المالي من أهم مشاريع المؤسسة العامة للتقاعد، وروعي في تصميمه أن يكون وفق أحدث المعايير العالمية، وبأعلى مستويات البنية التحتية، بحيث يصبح معلما حضاريا من معالم الرياض، فضلا عن إسهامه في النمو الاقتصادي والتطور الذي تشهده المملكة في شتى المجالات. وتأكيدا لتميز المركز المعماري نال أحد مساجد المركز السبعة الموزعة فيه، الجائزة العالمية للتميز المعماري الإسلامي، التي تقدمها شركة «سيتي سكيب جلوبال» لأفضل مشروع عقاري يحاكي التراث الإسلامي من حيث البناء والعمارة، فيما يضم المركز عددا من المباني الخاصة بالمكاتب الإدارية المجهزة، كما يضم مباني سكنية تبلغ نسبتها ما يقارب 26 % من مباني المشروع، ويحتوي المشروع على ثلاثة فنادق خمس نجوم تديرها شركات خدمات فندقية كبيرة، إضافة إلى مباني الخدمات المساندة الأخرى، ومباني الجهات الحكومية الخاصة بالأمن والدفاع المدني. ولم يغفل المخططون لهذا المشروع الجوانب الترويحية والترفيهية فيه، إدراكا لأهمية وجود أماكن استجمام وجذب، مما يجعل المركز متنفسا سياحيا لأهالي الرياض، وقطبا بيئيا جديدا يضاف إلى المدينة، حيث يضم المركز منتزه الوادي، والمتحف المائي، ومركزا للمؤتمرات، ومتحف البيئة المبنية، ومركز مناخ الأرض، ومتحف العلوم، والنادي الصحي للاستجمام، ومتحف الأطفال التفاعلي، والمرافق التعليمية والترفيهية الأخرى. وأوجد المصممون أساليب حديثة للانتقال في داخل المركز عبر القطار الأحادي المعلق، أو الانتقال عبر جسور المشاة المغطاة التي تربط المباني بعضها ببعض دون الحاجة للخروج خارج هذه المباني، إضافة إلى إمكانية التجول على الأقدام في مختلف أجزاء المركز بأمان ويسر. يذكر أن «شركة الاستثمارات الرائدة»، الذراع الاستثمارية العقارية والمملوكة بالكامل للمؤسسة العامة للتقاعد، تتولى الإشراف على تنفيذ هذا المشروع والمشاريع العقارية الأخرى للمؤسسة، ويعمل بالشركة مجموعة من المهندسين السعوديين المؤهلين، كما تساندهم شركتان من الشركات العالمية المتخصصة في مجال إدارة المشاريع «هيل إنترناشونال» و«هانمي بيرسون» .