رفضت فتيات جامعيات المشاركة في مهرجان الكليجا الثالث 2011 الذي نظم في بريدة بالقصيم على مدى عدة أيام. وأقرت هيئة السياحة بالانسحاب، لكنها اعتبرته دلالة على ما وصفته بنجاحات الأسر المنتجة. وفيما انشغلت فتيات وسيدات من مختلف الأعمار والثقافات بتقديم قهوة الضيافة لحضور المهرجان، الذي ازدحمت بهم جنبات مركز الملك خالد الحضاري في مدينة بريدة، الموقع المخصص للمهرجان، فرضت البائعات حرجا بالغا على بعض الحضور، ممن لم يتوقعوا نجاح المرأة في البيع والشراء، وممن أيدوا منع عمل المرأة في كافة المجالات، ناهيك عن تخصص الكاشيرات. فنجان ضيافة استطاعت الفتيات الجامعيات، فرض الأمر الناصع، على الوضع في المهرجان، إذ عززن هن ورفقاؤهن من بيرات السن، صورتهن كبائعات محترفات، فيستقبلن الزبائن بكل أريحية ورقي، حيث يفاجأ الزائر عند اقترابه من أحد المحال بفنجان القهوة يمتد إليه من يد البائعة، وشيئا من المأكولات التي طهتها بنفسها مرددة عبارات الترحيب الشعبية المحببة، وتودعه بأمنية معاودة الزيارة مرة أخرى. وانعكست الخبرة التراكمية لعمل بنات بريدة على طريقة العرض والبيع، حيث عرفن كبائعات في مدينة بريدة منذ القدم في قبة رشيد، والوسعة، إلا أن ثوب البائعات اقتصر وقتها على المتقدمات بالسن، ليتغير الحال في مهرجان الكليجا، بتقديم أنماط مختلفة من جميع الفئات السنية، ومن مختلف الطبقات الثقافية, خاصة اللاتي يحملن المؤهل الجامعي، والأخريات اللاتي اكتفين بمؤهل دراسي محدود، إلا أنهن اتفقن على حسن عرض المنتج وتسويقه بطرق متعددة وجاذبة. تدريب مكثف البائعة أم إبراهيم من بريدة على سبيل المثال، إحدى السيدات اللاتي تلقين تدريبات مكثفة قدمتها جمعية «حرفة» لعدد من البائعات، في عدة مهارات، منها دورة بعنوان تقويم المرأة من المجلس الثقافي البريطاني، ودورة في الطهي الصيني «لذا لا أجد صعوبة في التعامل مع الزبائن من كلا الجنسين، ما كرس ثقتي بنفسي». أما أم شوق، من بريدة، فتبدو على استحياء بين ركام الأواني المنزلية ورائحة الأطعمة الشهية «أبيع هنا وأشارك لأول مرة في حياتي، وأجد كل التشجيع من الزبائن، مما حفزني على التعامل مع الجميع بطلاقه, فأبيع في اليوم ما بين 300 - 400 ريال، وهذا شيء لم أتصوره مطلقا». ولم تفوت البائعة أم عبدالعزيز فرصة المهرجان، لتأكيد حضورها، فحضرت خصيصا من مدينة الزلفي، للمشاركة في بيع الوجبات السريعة «هناك فرق في التعامل بين الزبائن من الرجال والنساء داخل أروقة المهرجان، فالرجال أسهل في التعامل من النساء، فهم لا يفاصلون، وقليلو الكلام بعكس النساء, وأجد التشجيع المستمر من زبائني» اعتراف بالانسحاب واعترف نائب الرئيس التنفيذي للمهرجان عبدالرحمن السعيد، بانسحاب بعض الفتيات والسيدات البائعات من المهرجان، إلا أنه أكد أن عدم المشاركة تعد تأكيدا لنجاح المهرجان في توصيل مفهوم الأسر المنتجة «بعض المشاركات في المهرجانات السابقة، لم يشاركن في هذا المهرجان، وبررن ذلك لعجزهن عن تغطية الطلبات المستمرة التي تردهن يوميا، بعدما ارتبطن بشريحة كبيرة من الزبائن في المهرجانات الماضية، وبدأن بالتواصل معهم عن طريق المنزل، وهنا يتضح مدى نجاح المهرجان، بوصول الأسرة إلى الهدف المنشود من المهرجان وهو تسويق بضائع الأسر المنتجة حتى تصل إلى مرحلة الإنفاق على نفسها». دعوة للانضمام وأشاد السعيد بدور الجمعية التعاونية النسائية متعددة الأغراض «حرفة»، في إنجاح المهرجان، مناشدا جميع الأسر المنتجة للدخول تحت مظلتها، ومتمنيا تعميم تجربتها في جميع مناطق المملكة «وهي الرائدة في مجالات التسويق والتغليف والتدريب، وأبدت نجاحا منقطع النظير في تدريب البائعات وتوجيههن، بدعم من رئيس مجلس الإدارة ومؤسسة الجمعية الأميرة نورة بنت محمد بن سعود». زيادة الأسر واعتبر مدير البرامج والمنتجات السياحية في الهيئة العامة للسياحة والآثار حمد آل الشيخ، المهرجان شهد تطورا نوعيا في نواح عدة، منها زيادة عدد الأسر المنتجة التي تشارك فيه هذا العام والمساحة التي تحتضنه مع التطور في أساليب التنظيم والعرض والإنتاج تنتهي إلى التسويق بشكل حضاري ومنظم.