أوضحت نائبة وزير التربية والتعليم لتعليم البنات نورة الفايز، أن مشاركة جميع الجهات المعنية في جلسات المؤتمر الدولي الأول للجودة الشاملة في التعليم العام الذي تنظمه الوزارة، تتسم بالاستقلالية والمحاسبية في نظام تعليمي مرن، وسياسة تربوية واضحة وشفافة. وأكدت خلال حديثها في الجلسة الأولى للمؤتمر الذي تنظمه الوزارة تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في فندق الإنتركونتننتال أمس، بحضور نسائي عربي وأجنبي، ومشاركة منظمات عالمية لدعم الجودة في التعليم، أن الوزارة تسعى لتبني خيارات الجودة في التعليم العام بمنهجية علمية وعمل مؤسسي، من خلال تقويم خططها وبرامجها، وإعادة هيكلة مؤسساتها، وتطوير آلياتها وأدواتها، والتنمية المستدامة للتعليم، والدخول إلى مجتمع المعرفة، مبينة أن المؤتمر يأتي تحقيقا للتوجيهات السامية التي تؤكد أهمية تطبيق معايير الجودة والتميز في القطاعات الإنتاجية والخدمية الحكومية والخاصة كافة، والاستفادة من أفضل التجارب والتطبيقات العالمية الرائدة في مجال الجودة في التعليم. وذكرت الفايز أن تميز المؤتمر يؤكد اهتمام الوزارة ببرامج التنمية المهنية. إلى ذلك، تواصلت أمس جلسات المؤتمر برئاسة نائب وزير التربية والتعليم لتعليم البنين الدكتور خالد السبتي، حيث تطرق نائب وزير التعليم الكندي الدكتور ألكسندر ماكدونالد إلى مبادرة الجودة في التعليم العام بكندا، مؤكدا أهميتها وكيف أنها محرك أساسي للعقل البشري نحو التقدم، وأن التعليم المبكر لدى الأطفال داعم أساسي للجودة في المجتمعات الحديثة. واستعرض ألكسندر تجربة بلاده في التعليم المبكر المطبقة على ألفي طالب في أعمار مبكرة، بعد أن حرصت التربية والتعليم الكندية على إنشاء مراكز تعليمية في مختلف المناطق لدعم التعليم المبكر، ووضعت إطارا منهجيا لتلك المدارس. وذكر أن التجربة دعمت بتفعيل مشاركة أولياء أمور الطلاب في رسم الخطة الدراسية وإنشاء معهد متخصص لتدريب المعلمين الذين يدرسون في تلك المدارس، كما أن الجهة المشرفة على البرنامج قسمت الطلاب إلى مجموعات صغيرة، إضافة إلى رفع مستوى الدعم المالي لتحفيز المعلمين بفارق 20 % عن غيرهم من معلمي التعليم العام. وبين أن من نتائج الدراسة أنهم تمكنوا من تعليم ستة آلاف طالب، واكتشاف أن 19% يعانون صعوبات، و 23% من بعض الصعوبات، و 20% يعانون أوجها كثيرة من الصعوبات، وذلك فيما يخص التواصل مع الآخرين. وأكد ألكسندر أن زيادة الدعم المالي والتحفيز تدعم التعليم المبكر. إلى ذلك، تحدثت حرم رئيس وزراء ماليزيا وراعي «برنامج بريماتا نياجارا» بماليزيا الدكتورة داتن منصور، عن رعاية الأجيال المقبلة، وذكرت أن المعرفة أول شيء في التعليم، ولها دور فاعل في بناء الأمة، وأشارت إلى أنها يمكن أن تكون دخلا مثمرا للدول خصوصا التي لا تملك مصادر طبيعية، مؤكدة ذلك بما نهجته سنغافورا وماليزيا وتايوان من تحقيق للجودة التعليمية في الوقت الذي لا تملك فيه مصادر طبيعية تسندها «التعليم المبكر له دور إيجابي في حياة الإنسان، والدول التي لا تهتم بالتعليم على الإطلاق تجد نفسها في آخر المطاف، بل ستساهم في حجب نفسها عن العالم بأسره، إذ إنه من هذا المنطلق كانت ماليزيا لها تجارب ناجحة في الاستثمار البشري كمصدر للبلاد». وشددت على أن المعلمين هم المسؤولون عن صياغة شكل المستقبل لمواجهة التحديات القائمة والمستقبلية، وأنه يجب عليهم تطوير ذواتهم في ظل التسارع الزمني الملحوظ. كما أكد المنسق لمجموعة التنمية البشرية للشرق الأوسط وشمال إفريقيا بالبنك الدولي مقيم تيمورف، أن البنك الدولي قدم ولا يزال يقدم مساعدات مالية في مجال جودة التعليم لبعض البلدان في جميع أنحاء العالم، مبينا أنه صرف في هذا المجال ثلاثة بلايين دولار .