تعد غابات الأمازون الرئة التي تتنفس الأرض من خلالها، فهي الغابة البكر في القارة الأمريكية الجنوبية، وهي من أكبر الغابات في العالم، وحتى الآن لم يكتشف غير جزء صغير من الأمازون، والغابات المطرية داخلها. وما زالت الغابات غير مسكونة إلا من طرف السكان الأصليين. وبدأت الشركات الكبرى الاعتداء السافر على هذه الغابات، حيث يجري تجريف وقطع جائر لأشجارها ونباتاتها لتحويلها إلى طرق سريعة ومدن سكنية، ناهيك عن زراعة المخدرات فيها وإنشاء معامل تصنيع وتحويل هذه المخدرات إلى سموم يتم تهريبها إلى جميع أنحاء العالم. تحتل غابات الأمازون مساحات شاسعة من الأراضي في شمال غربي وشمال ووسط قارة أمريكا الجنوبية وتعد «رئة العالم». وهي حيوية لمناخ أمريكا الجنوبية، لأن منطقة الأمازون الشرقية ومنطقة حاجز جبال الأنديز الممتدة من الشمال إلى الجنوب، تعيدان تدوير رطوبة رياح المحيط الأطلسي. وهي تسمى «الأنهار الطائرة»، لأنها تؤدي إلى هطول الأمطار في هذه المنطقة التي تعد أكبر مصدر للحوم والحبوب والفواكه في القارة الأمريكية، بل في العالم، بالإضافة إلى السكر وفول الصويا وعصير البرتقال. ويخشى بعض العلماء أن تتحول هذه الرئة إلى صحراء كبرى أخرى تعادل مساحتها ثلث أستراليا. وأشاروا إلى أن وقف إزالة الغابات في منطقة الأمازون، خاصة في البرازيل، التزام كان يجب تنفيذه، وأن الهدف الرسمي المحدد لتخفيض زوال الغابات بنسبة 80 % بحلول عام 2020، يعادل «التوقف عن التدخين مع سرطان رئة متقدم وأثناء احتضار المريض». وكان ينبغي إعادة بناء الغابات المدمرة لاستعادة التوازن المفقود. «نحن لا نعرف نقطة اللاعودة» في تدهور الغابات، أي متى يصبح هذا التدهور لا رجعة فيه، ومن ثم متى تتصحر الأراضي التي تستفيد من الأمطار التي «تصدرها» غابات الأمازون، وفقا للخبير الزراعي أنطونيو نوبري، الذي عاش 22 عاما في المنطقة. وتتطلع البرازيل إلى شغل مرتبة عالية بين كبار منتجي العالم للنخيل الإفريقي الذي يستخدم زيته لإنتاج المحروقات الزراعية لتغذية السيارات، فقررت التوسع في زراعته في شرق الأراضي الأمازونية، حيث تتكاثر أيضا مزارع الكافور في مساحات شاسعة من الغابات المتلاشية. كذلك الأمر في الشمال، حيث تعد ولاية بارا أرض نخيل الزيت الإفريقي في البرازيل، بعد أن عرفت بأنها أكبر ولاية أمازونية للغابات المفقودة بسبب زحف الزراعة وتربية المواشي، وصناعة الأخشاب واستخراج الفحم النباتي المستخدم في صناعة الصلب المحلية. والبرازيل هي «بلد الماء قبل أن تكون بلد الكارنيفال أو كرة القدم»، فهي تسجل هطول 13.400 كيلومتر مكعب من مياه الأمطار سنويا، في وقت يأتي فيه نحو 30 % من الأمطار التي تهطل على المدن الكبرى من عملية إعادة التدوير، رغم أن هذه النسبة ما زالت قيد التحقق. وتعد الغابات «مضخات مياه» ترطب الرياح بما يفوق المحيطات، والأوراق العديدة للنباتات تضاعف مساحات التبخر. وهكذا يمكن لشجرة كبيرة في الأمازون تبخير ما يصل إلى 300 لتر من الماء يوميا. وفي المجموع، تشير عمليات القياس إلى أن غابات الأمازون تجلب 20 ألف مليون طن من البخار يوميا