أثارت دعوة وزارة الصحة مديريات الشؤون الصحية في كل من نجران وجازان وعسير؛ لاتخاذ الحيطة والحذر من مرض غامض أصاب سكان المناطق الساحلية في اليمن وقتل ثمانية أشخاص، مخاوف السكان في ظل تناول بعض المنتديات الإلكترونية الموضوع بشكل موسع رغم أنه يفتقر إلى الدقة وهو ما أكدته الوزارة بضرورة الابتعاد عن الشائعات والأخبار غير الموثقة. وكانت الوزارة دعت في تعميم عاجل إلى تلك المديريات أخذ الحذر مبينة أن أعراض المرض هي حمى شديدة، وألم شديد في المفاصل خصوصا في الركبة، واضطرابات هضمية وإسهال وقيء، مشيرة إلى أن المرض معد. ويخشى أهالي منطقة جازان من انتقال المرض عبر الوافدين من المنافذ التي تشهد حركة نشطة على مدار اليوم؛ ما قد يكون سببا لدخول المرض كما يخشون أن يفد المرض الغامض عبر المتسللين. وأشار بعض القادمين عبر الحدود إلى أن المرض يدعى باللهجة المحلية «المكرفس», وأن ضحاياه من سكان بيوت الصفيح ويشبه أمراض البرد في البداية, ويمكن أن يتطور الأمر إلى الوفاة كما حصل في بيت الفقيه والخوخة. وأضافت سيدة مقيمة أن المرض يحل ضيفا ثقيلا كل عام ويفتك بكبار السن والأطفال وينجو المتمتعون بصحة جيدة. من جانبه أكد وكيل وزارة الصحة المساعد للطب الوقائي الدكتور زياد ميمش عدم رصد أي حالة لهذا المرض في المملكة حتى الآن, ولا يعلم ما إذا كان المرض يدعى «المكرفس» أم لا كما يتداول البعض. وذكر ل«شمس» أن التعميم الذي أصدرته الوزارة هو من قبيل أخذ الحيطة والحذر من قبل المواطنين, وكذلك إشعار مديريات الشؤون الصحية بإبلاغ الوزارة في حال ظهور أي شيء غريب؛ لتقوم الوزارة بدورها باتخاذ اللازم. وأضاف أن تعميم وزارة الصحة بني على تحذيرات بثتها الجمعية الدولية لمكافحة العدوى، لتتمكن الدول المجاورة من الاستعداد المبكر, واتخاذ الاحتياطات الصحية الواجبة حيال المرض المعدي بهدف التصدي له. وطالب ميمش في الوقت ذاته الجميع بعدم الإنصات للشائعات والمعلومات التي تصدر من جهات غير رسمية، داعيا إلى التعاون وإبلاغ الجهات المختصة بشأن وجود أي عارض مفاجئ. مضيفا أنهم ينتظرون تقريرا من المنظمة العالمية للصحة حيال هذا المرض. يذكر أن المرض يصيب ضحيته بعجز لا يستطيع معه القيام من مكانه عوضا عن أداء أعماله ومهامه. وليست هناك هوية مؤكدة عن المسبب المرضي، فالأطباء يجمعون تقريبا على أن الإصابة سببها فيروسي لكن هوية الفيروس مختلف فيها بحسب تصريحات المختصين. وقال الدكتور سلطان المقطري إن هذا المرض ليس بالخطورة التي تصورها وسائل الإعلام، موضحا أن هذه الحمى عادة ما تنتشر في مثل هذه الأيام من العام، وأن البعوض هو الناقل الوحيد للمرض، وأكد أن المرض يصيب الشخص بحمى شديدة واستخدام العلاجات يذهب المرض في غضون ثلاثة أيام. من جهة أخرى رجح أستاذ الوبائيات بجامعة الحديدة اليمنية الدكتور خالد الصلوي أن يكون الفيروس المسبب لهذا المرض هو «Epstein-Barr Virus» كما أيد فكرة وجود أكثر من مسبب فيروسي لهذا المرض. ومدة حضانة فيروس «إبستين بار فيرس» من أربعة وعشرة أيام تظهر بعدها على المريض أعراض تتمثل في ارتفاع درجات الحرارة، صداع قد يستمر، فقدان الشهية، غثيان أو قيء واضطراب في البطن، ألم في الحلق، بالإضافة إلى وجود غدد في الرقبة خصوصا المنطقة الأمامية أو الخلفية من الرقبة وتحت الإبطين، احتمال وجود طفح على شكل نقط وردية وغيرها من الأعراض .