«مقابلة الرجال والوناسة وسعة الصدر بغض النظر عن السباق والجوائز» هذا ما قاله أحد الفرسان عن سباقات القدرة والتحمل، وهذه وجهة نظر كثير من الفرسان ومفهوم بعضهم حول سباقات القدرة والتحمل، حيث يأتي للمشاركة بقصد النزهة والترفيه والتقاء الأصدقاء، ولعلها باختصار نزهة برية على ظهور الجياد. يرى كثير من هؤلاء الفرسان أنها ظاهرة إيجابية لا تضر الرياضة بشكل عام ولا تؤثر في سير السباقات ومجرياتها، حيث يلتقي العديد من الفرسان من مناطق المملكة المختلفة لممارسة هوايتهم المفضلة؛ ما يقوي روابط الصداقة والمحبة بين أبناء البلد الواحد، فيما يرى فارس آخر أن هذا الحضور هو استمرار للمحبة الكبيرة لهذه الرياضة في قلوب الفرسان ذوي الدخول المحدودة، حيث تكون المشاركة للمتعة ولممارسة هذه الرياضة ولكن بشكل جماعي والإحساس بالمنافسة على الرغم من أنها دائما ما تكون محسومة مسبقا لبعض الفرسان والفرق الكبرى أصحاب الإمكانات الكبيرة، كما يرى أحد الفرسان من طلاب إحدى الجامعات أنه على الرغم من ضعف الإمكانات الشخصية وقلة الدعم بالإضافة إلى التعب والإرهاق التي تواجهه هو وأصدقاؤه, إلا أن ما يقابلها من متعة قبل السباق وخلاله تنسينا كل التعب. فيما يرى فرسان الخبرة أن وجود مثل هؤلاء الفرسان هو شيء مهم لاستمرار هذه الرياضة، فقد ذكر أحد فرسان الخبرة القدامى أن المتعة هي القاسم المشترك بين جميع الفرسان, ولكن الاختلاف في الهدف؛ إذ إن هدفي الشخصي في أي سباق هو الفوز والمراكز المتقدمة ويأتي بعدها الاجتماع بالأصدقاء والاستمتاع بالسباق والأجواء المختلفة، كما أكد أنه ليس من العيب أن نقول إن هؤلاء الفرسان هم من أصحاب الدخول القليلة والخيل المتوسطة والذين لا يقدرون على المنافسة؛ لذلك هي نزهة بالنسبة لهم، وكل عام هناك فرسان جدد لهم نفس التوجه، وانسحاب فرسان آخرين نظرا لعدم تحقيق نتائج أو لكثرة المصاريف عليهم، لذلك نطالب الاتحاد السعودي للفروسية بتخصيص جوائز مالية لكل فارس يجتاز مرحلة معينة من السباق حتى ولو كانت المبالغ قليلة وذلك للمحافظة على هؤلاء الفرسان وحث غيرهم على المشاركة. فارس دولي آخر يرى أن وجود «فرسان الكشتة)» أو «القروبات المساندة» على حد تعبيره واضح وعلى مدى أعوام وهم معروفون وبعضهم يحظى بالمحبة والتقدير من قبل الجميع, ولكن بعضهم بلا طموح وبلا هدف في هذه السباقات بحيث تكون الهواية والرغبة في المشاركة فقط هي الأساس وليس لديه ما يخسره؛ فجواده ضعيف وتجهيزه ضعيف أيضا وليس لديه أي خطة أو تجهيز لمثل هذه السباقات، وبعضهم عبارة عن «قروبات» رديفة للفرق الكبيرة، ولكن البعض منهم كثيرو التذمر والشكوى ويسببون الإحباط لبعض الفرسان المبتدئين، ومع ذلك فهم من يزيد من حماس الفرسان ويجعل للسباقات نكهة مميزة من الإثارة والتحدي. وقد اتفق بعض الفرسان القدامى على أهمية وجود هؤلاء الفرسان الذين يزيدون من الإثارة والحماس للسباقات واعتبروا وجودهم من صالح رياضة القدرة والتحمل. يبدو أن معظم فرسان الخبرة الحاليين كانوا من الفرسان الهواة غير المنضمين أو من «فرسان الكشتة», حيث إن كثرة السباقات هي التي قامت بصقل مواهبهم وساهمت في تطويرهم حتى وصلوا لمرحلة الاحتراف بهذه الهواية العريقة، ولكن للمحافظة على هذه الفئة التي تعتبر أحد أهم عوامل نجاح السباقات المحلية، يجب أن يكون هناك حافز ودافع رئيسي لهم للاستمرار والتطور، إما من خلال عقد الدورات التثقيفية للفرسان أو من خلال وضع جوائز ومحفزات مالية لكل فارس يجتاز مراحل السباق بنجاح. إن دعم وتشجيع النشء على ممارسة هذه الرياضة العريقة هو واجب الجميع, لذلك إن استمرار مثل هؤلاء الفرسان وتطورهم هو واجب الجميع أيضا .