حالة من الدهشة أصابت زوار معرض للصور الفوتوجرافية أقيم في جدة أخيرا، عندما وجدوا من بين الصور المعروضة لقطات لمدن هندية وأخرى لمناظر جمالية لا تمت للفكرة المعلنة عن الفاعلية بصلة. غير أن هذه الملاحظة لم تقلل من قيمة ما قدمه شباب فهموا رسالة معرض «جدة.. بين قديم وقادم»، فسجلوا بكاميراتهم الكثير من الصور التي وضعت عروس البحر الأحمر في مختلف تجلياتها القديمة والحديثة، أمام الزوار. وأقيم المعرض الذي نظمته مجموعة «كارينا للتصوير الفوتوجرافي» في «متحف باب البنط» بالمنطقة التاريخية، ما اعتبره الشباب القائمون على التنظيم إنجازا في حد ذاته؛ كونهم فوجئوا قبل يوم واحد من انطلاق الفاعلية باعتذار الراعي الرسمي. وسبب اعتذار الراعي إرباكا للقائمين على المعرض؛ ما فتح الباب على مصراعيه لجميع المصورين ليشاركوا فيه. وبحسب القائمين على المعرض فإن عدم وعي بعض المصورين بالغرض من المعرض، جعلهم يشاركون بمناظر جمالية لا تمت إلى مدينة جدة بصلة، وبصور أخرى تظهر معالم هندية، في حين لوحظ أن الصور القديمة ركزت على بعض الحرف المهنية القديمة. من جانبه، أشار منظم المعرض عبدالله صالح إلى أن الفعالية تمت بالتعاون مع أمانة جدة، موضحا أن المعرض فتح المجال لجميع المصورين للمشاركة. وذكر أن بعض المباني القديمة التي أزيلت أخيرا قد التقطتها عدسة المصورين، وسيتم الاستفادة من هذه الأعمال لتصبح أرشيفا لدى الأمانة. وأوضح الشاب ربيع بخاري أن بعض القرى في السعودية لا يعرفها كثير من الناس، وقد حاول المصورون تقديمها وجبة خفيفة للناس الذين يحرصون على حضور مثل هذه المعارض التصويرية. أما الشابة دارين كوسة، وهي إحدى منظمات المعرض، فرأت أن التصوير القديم أخذ حيزا كبيرا من المصورين؛ ولذلك توجهت لتصوير الحاضر، وقالت: «الحاضر أجمل؛ لذا ركزت عليه، صحيح أن الماضي له جمال وأصالة غير أني أجد نفسي أكثر في تصوير المستقبل» .