تجمعهما الأمجاد التاريخية والكثافة الجماهيرية التي يتمتعان بها وفترة الغياب عن البطولات والعودة إليها وأيضا لاعب لعب لكلا الفريقين. إنهما الاسمان «الصعبان» في كرة القدم الإنجليزية والسعودية توتنهام هوتسبرز والنصر. البطولات جمع الفريقان بطولات دوري برقم واحد هو «ست» بطولات على مدى تاريخ نادي شمال لندن المتأسس عام 1882 م ونادي غرب الرياض المتأسس بعده ب 73 عاما. أما بالنسبة لبطولات الكأس فقد جمع توتنهام منها 19 بطولة كأس، وحصل النصر على 12 منها على مدار تاريخهما. ولأن الفريقين يعشقان التفرد بالإنجازات فقد سجل التاريخ نادي توتنهام أول ناد إنجليزي يحرز بطولة أوروبية في عام 1963 والنصر سجل أول ناد سعودي وآسيوي يشارك في بطولة العالم للأندية بعد حصوله على كأس السوبر الآسيوية عام 1998 ليلقب من بعدها ب «العالمي». فترة الغياب غاب الفريقان عن الألقاب الذهبية منذ عام 1999 وحتى عام 2008، وحضرت فقط الأحزان في الطرفين. وخلال هذه الفترة تردت حالة الفريقين حتى وصلت «الحضيض» ما جعل البعض يتحدث عن حلول «لعنة» حرمت الفريقين من الإنجازات بالرغم من تعاقب عدد من المدربين على الفريقين، فعلى سبيل المثال لا الحصر استنجد توتنهام بأسطورته الشهير جلين هودل لقيادة الدفة التدريبية، ولكنه لم يفلح ويجلب بعده كلا من جورج جراهام وجاك سانتيني ومارتن يول ولكن كل هؤلاء كان مصيرهم الفشل والإقالة. أما بالنسبة للنصر فإن وضعه لم يكن أفضل من «شبيهه» فقد تخلى عن مراتب المقدمة وتراجع إلى المناطق الدافئة، ومنها إلى منطقة المؤخرة عندما نجا من الهبوط بأعجوبة في عام 2007 ولم يفلح الكم الهائل من المدربين الذين جلبهم لإنجاح الفريق مثل فوكي بوي وخورخي هايبكر وماريانو باريتو وآرثر جورج, وعلى غرار ما حدث لمدربي السبيرز كان المصير «الإقالة». العودة في عام 2008 م عاد كلا الفريقين إلى منصة البطولات بعد إحراز توتنهام كأس كارلينج على حساب منافسه في نفس المدينة تشيلسي, وخطف النصر بطولة كأس الأمير فيصل بن فهد أمام نده التقليدي الهلال, بنفس النتيجة «2-1». والمفارقة الطريفة أن كلا الفريقين خسر البطولة التي حصل عليها «لأول مرة منذ زمن» بضربات الترجيح أمام مانشستر يونايتد والشباب على التوالي, والأطرف أنها على نفس الملعب الذي حقق فيه كل فريق تلك البطولة الوحيدة «ويمبلي وملعب الملك فهد». الجماهيرية يتمتع الفريقان بكثافة جماهيرية عالية على مستوى بلديهما, وكثيرا ما وقفت مع الفريقين حتى في أحلك الظروف؛ ما جعل جماهير الفريقين مضرب مثل في الوفاء. ولكن قد تتحول تلك الجماهيرية إلى نقمة مثلما حدث في حالات سابقة عندما أطلقت الجماهير النصراوية صافرات استهجان ضد العديد من اللاعبين دفعت الإدارات إلى التخلص منهم في سبيل تخفيف الضغوط عليهم. وهو ما فعلته جماهير توتنهام ضد لاعبها المصري السابق حسام غالي بعد خلعه قميص الفريق في مباراة بلاكبرن روفرز في الدوري الإنجليزي. حسام غالي لعب حسام لاعب «وسط» في البداية لتوتنهام, وبعد حادثة خلع القميص وإعارته لديربي كاونتي رفضت الجماهير دخوله الملعب لاعبا احتياطيا ورددت صائحة عليه «أنت لست لائقا لارتداء القميص». وبعد انتقاله إلى النصر اشتبك مع زميليه البرازيلي التون خوزيه وسعد الحارثي، ثم أتهم بقضية المنشطات قبل أن تثبت براءته ويتهم إدارة النصر بأنها تجاهلته. والمشابه في الأمر أن حسام غالي خرج من كلا الفريقين ب «مشكلة»! مواقف متشابهة مع الغريم التقليدي عانى كلا الفريقين من سطوة المنافسين التقليديين «أرسنال والهلال» على نتائج مباريات الديربي في الدوري المحلي, فبالنسبة لتوتنهام لم يستطع الفوز على أرسنال في الدوري لمدة 11 عاما, أما النصر فلم ينتصر على الهلال لمدة خمسة أعوام. حتى أتى الفرج في الموسم الماضي عندما انتصر توتنهام على أرسنال 2-1 في ملعب وايت هارت لاين, وهزم النصر الهلال في مباراة الدور الثاني بنفس النتيجة. كما استقطب توتنهام لاعب أرسنال السابق ديفد بنتلي بعد انتقاله إلى بلاكبرن, وهو نفس الأمر الذي فعله النصر مع لاعب الهلال السابق أحمد عباس الذي اشترى عقده بعد انتقاله إلى الطائي. ومنح توتنهام شارة القيادة لأرسنالي سابق وهو ويليام جالاس, والنصر منح الهلالي السابق أحمد الدوخي شارة قيادة الفريق منذ العام الماضي. الطموحات الحالية يطمح الفريقان في العودة إلى اعتلاء القمتين المحلية والقارية, حيث بلغ توتنهام دور ال 16 في البطولة الأوروبية, ويفصله سبع نقاط عن صدارة الترتيب العام. بينما يتصدر النصر الدوري السعودي لأول مرة منذ زمن طويل, ويتجهز لخوض المنافسات الآسيوية لاستعادة العالمية مرة أخرى .