يبدو أن الأوساط الفنية وتحديدا الدرامية منها باتت تتجرع مرارة تجاهل عدد من الفنانين للعقود المبرمة معهم التي تكاد تكون ظاهرة «مقلقة» لمن يفكر أن يتجه إلى التعاقد مع هذا الفنان أو ذاك، ومثلما هو واضح أصبح عدد من الفنانين لا يهمه أمر ارتباطهم بأي عقد من أي جهة، وأصبح موضوع فسخ العقد أو عدم الالتزام ببنوده أمرا لا يشغل باله كثيرا بما أن نتاج ذلك لن يترتب عليه إلا بعض العواقب التي لا تتناسب مع ما قام به، وليس ببعيد أنه لن يتعرض لأي شيء بما أنه لا يجد من يردعه في الاستهتار برباط «العقد» وهو ما يسهم في مواصلة التمادي من البعض تجاه العقود، والشواهد على ذلك كثيرة ومن الصعب أن نحصرها في هذا السياق، ولكن لا بد أن نشير إلى بعضها: ثنائي «طاش» والحمود لعل ما حدث بين الثنائي عبدالله السدحان وناصر القصبي من جهة والمنتج المخرج عامر الحمود والأحقية بمسمى «طاش ما طاش» كان حدثا مهما يستحق أن تنبه كل الجهات المسؤولة عن تنظيم الحقوق الفكرية للإنتاج الإعلامي إليه وإلى ضرورة أن تكون العقود ملزمة وقابلة للمقاضاة وواضحة المهام والمسؤوليات ومسجلة حقوق كل طرف لما حدثت هذه المقاضاة التي استمرت 16 عاما، وفي مثل هذه الاتفاقيات التي لا تحترم فيها العقود ستنتهي إلى مثل هذه الصراعات. في مهب الريح أما الفنان فايز المالكي فقد ذهب أكثر من ذلك عندما فسخ عقده مع شركة الصدف التي سبق أن أبرمت معه عقدا لمدة خمس سنوات، لم يكملها، ولعل إعلان حسن عسيري أنه سامح وعفا عن المالكي تقديرا لما بينهما من صداقة، بل ودعا «إم بي سي» أن تبث مسلسله أحلام رابح يعتبره البعض مبررا لعدم الحديث طالما تنازل العسيري عن حقه، ولكن الإم بي سي كان يجب ألا تتساهل في هذا الأمر، وتدعو المالكي إلى تعاونات جديدة أو إلى مناسباتها الاحتفالية حتى لا تصبح عادة للجميع بحيث يكون فسخ العقد يمر بعتاب بسيط بحثا عن مداخيل مالية أكبر يحكمها طمع الفنان الذي جعل توقيعه على عقده رخيصا بعد أن وثق بأن عودة التعاون معه مضمونة، ويجب أن تعلم القنوات الفضائية أنها ستدفع ثمن هذه التنازلات دائما. إخلال بالعقد كما تؤكد مصادر «شمس» أن هناك عددا من الفنانين الذين تربطهم عقود مع قنوات فضائية وشركات إنتاج ينوون فسخ عقودهم وهو ما يبدو أنها موضة هذه الأيام بما أن الفنان سيجد بعد ذلك من «يطبطب» على ظهره ويطالبه بالعودة. ويرى عدد من المنتجين أن المقبل ربما يكون أكثر سوءا بعد زيادة حجم الإنتاج التي من شأنها أن تجعل الكثير من الفنانين يخلون بعقودهم، وبالتأكيد فإن قدرة القنوات على إعلان مقاطعة لأي عمل يكون فيه ممثل سبق أن أخل بعقده سيكون درسا كبيرا للجميع .