طالبت أمانة العاصمة المقدسة والجمعية الوطنية لحقوق الإنسان مغاسل الموتى الخيرية في مكةالمكرمة بالالتزام بالأنظمة والتوجيهات التي تكفل لها أداء أعمالها وفق ما أنشئت له بعد أن لوحظ وجود عدد من المخالفات فيما يتعلق بالحصول على التراخيص اللازمة من الجهات المختصة وأوضاع المغاسل الداخلية من تجهيزات ونظافة لا تليق بتكريم الموتى. توعدت إدارة التجهيزات بأمانة العاصمة المقدسة مغاسل الموتى الخيرية المخالفة للشروط والضوابط بالإغلاق في حالة عدم التزامها بالتوجيهات التي حددتها جهات الاختصاص لتيسير أعمالها وفق منظومة الخدمات. وقال مدير إدارة التجهيزات بأمانة مكةالمكرمة المهندس عبدالله عقيل ل «شمس» إن إدارة التجهيزات ستقف على عدد من المغاسل الخيرية كانت رصدتها «شمس» وهي تفتقر إلى أدنى مقومات النظافة مع وجود حيوانات نافقة بداخلها إضافة إلى الإهمال الواضح في كثير من مرافقها الذي لا يتناسب مع ما تقوم به من عمل جليل يهدف إلى تكريم الموتى. وقال عقيل إن مثل هذه التصرفات أثقلت كاهل إدارته التي سبق لها أن خاطبت تلك المغاسل إلا أنها لم تتجاوب بذريعة أنها تقدم أعمالا خيرية، لكنه أشار إلى أن العمل الخيري لا يمنع أن تكون له ضوابط تتناسب مع تكريم للإنسان حيا وميتا. وكشف عن تراجع خدمات إحدى الجمعيات الخيرية الكبرى في غسيل الموتى ونقلهم للمقابر بعد الصلاة عليهم بالمسجد الحرام والتي ذاع صيتها أخيرا، بسبب عدم استكمالها للشروط التي تكفل لها أن تواصل عملها بكل مقومات العمل الخيري الناجح. وذكر عقيل أن من بين الشروط الواجبة على مغاسل الموتى الحصول عليها، مراجعة مراكز الشرط للتأكد من عدم وجود سوابق على فاعل الخير صاحب المغسلة، وهو الأمر الذي قال إنه يبعد الشكوك حوله ويؤهله لاستخراج ترخيص من قبل إدارة التجهيزات، مشيرا إلى أن الإجراء من فاعلي الخير بمنطقة مكةالمكرمة لاستكمال إجراءات التصاريح، مشددا على أن إدارة التجهيزات ستعمد جولات ميدانية للوقوف على أوضاع مغاسل الموتى والتأكد من مدى التزامها بالتعليمات وإشعار جهات الاختصاص بالمخالف منها. وأضاف عقيل أن المغاسل المعروفة لديهم حتى الآن هي تسع، أن هناك عددا آخر يجري حصره. من جانبه أكد عضو مجلس الشورى المشرف العام على فرع الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان في مكةالمكرمة سليمان الزايدي أن أي نشاط يقوم به فرد أو مجموعة أفراد لخدمة المجتمع يقتضي اتباع الأنظمة واستخراج التصاريح اللازمة، أيا كان نوع النشاط، حتى يمكن الاستفادة من هذا النشاط على الوجه الأمثل. وشدد على ضرورة اتباع مغاسل الموتى للتوجيهات المنظمة للنشاط وتصحيح أوضاعها بما يكفل لها أن تمارس أعمالها وفق ما أنشئت له ودرء أي شوائب أو مخالفات قد تحرمها من هذا العمل التعبدي. وكانت وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف أبدت ملاحظاتها على مغاسل الموتى تمثلت في عدم وجود تراخيص لهذه المغاسل وعدم تقيدها بنظام محدد في التعامل مع الجنائز في الدخول والخروج والمعلومات التفصيلية عن الجنازة، وما قد يترتب على ذلك من مفاسد، وجمع تبرعات في بعض المغاسل بطرق غير نظامية مع عدم معرفة مصيرها، ومشاركة بعض صغار السن في عمل المغاسل مع عدم مناسبة ذلك لأعمارهم مع عدم تحديد هوياتهم وأي معلومات عنهم مما قد يؤدي لاحتمال دخول من عليهم ملاحظات سلوكية في هذا العمل، إضافة إلى وجود ملاحظات شرعية بعدم تأهيل المغسلين بدورات شرعية في هذا الجانب ووقوعهم في بعض المخالفات الشرعية، واستخدام بعض الطرق في الإعلان عن المتوفين مثل إرسال رسائل الجوال دون أخذ الإذن من الجهات الرسمية الشرعية