فاسيلى فوروبيوف أصدر وزير خارجية الدولة العبرية «أفيجدور ليبرمان» تعليمات مشددة لوضع تقرير يجيب عن سؤال رئيسى وهو: ما الذي يمكن عمله في حال توصل إيران للسلاح النووي. ومن المعروف أن تل أبيب كانت قد أعلنت أكثر من مرة عن ضرورة عرقلة جهود إيران لكي تصبح قوة نووية، ولكن على ما يبدو أنه قد حان الوقت لإدراك فشل محاولات عرقلة الجهود الإيرانية، فالبرنامج النووي الإيراني مفعم بالكثير من الشائعات والمزايدات، فبينما يناقش الخبراء منذ فترة طويلة إمكانيات قيام «إسرائيل» بتوجيه ضربة وقائية ضد إيران، نجد أن الموقف الإيراني لم يطرأ عليه أي تغيير، حيث تصر طهران على أن برنامجها النووي يكتسب الطابع السلمي البحت، وتوفير الطاقة الكهربائية. وقد كلف ليبرمان المحللين بإعداد تقارير عملية والإجابة عن السؤال عما يمكن أن تقوم به إسرائيل إذا استيقظت فجأة لتجد إيران تمتلك السلاح النووي، وبطبيعة الحال من سيتولى وضع هذه التقارير إدارة التخطيط التابعة للخارجية الإسرائيلية، والتي تعد إحدى أهم الإدارات المسؤولة عن صياغة استراتيجيات الحكومة، إلى جانب مجلس الأمن القومي ومجلس الوزراء المصغر الذي يضم أهم ستة وزراء بما في ذلك وزير الخارجية. المعروف أن الطائرات المقاتلة الإسرائيلية كانت قد شنت هجوما عام 1981 على المفاعل العراقي وفي عام 2007 شنت هجوما آخر على منشأة نووية سورية. إلا أن المحللين يشككون في جدوى قيام إسرائيل بشن هجوم منفرد على إيران، حيث إن هذا الأمر محفوف بالكثير من المخاطر نظرا لأنه قد يستفز إيران للرد بقوة. وفي المقابل ما زال السياسيون الغربيون يأملون في إمكانية حل المشكلة النووية الإيرانية سلميا، بما في ذلك عن طريق العقوبات؛ فقد كان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد صرح لصحيفة «ناشيونال جورنال» الأسبوعية بأن الإدارة الأمريكية الحالية تميل أكثر إلى التعاون مع إيران لمساعدتها في اتخاذ الخيار السليم، لكن في نفس الوقت يجب ألا تخلو الجعبة من «الإجراءات القهرية».