استبقت العديد من المحال التجارية موسم الشتاء برفع الملابس الصيفية وتقديم عروض جديدة للملابس الشتوية بتنزيلات أحيانا وهمية لجلب أكبر عدد من الزبائن، فيما تختلف حاجات الأسر السعودية والمقيمين للملابس الشتوية حسب التضاريس واختلاف درجة البرودة من منطقة لأخرى ففي المرتفعات الجبلية الشاهقة التي ترتفع أكثر من 2500 متر فوق سطح البحر يكون الإقبال على الملابس الثقيلة جدا أما المناطق السهلية فتكون الملابس الشتوية أقل سمكا، وبالتالي أقل سعرا في الغالب، وتتنوع خيارات المستهلكين بين الملبوسات الشتوية والبشوت والمشالح الصوفية والجاكيتات. وتشهد الأسواق حاليا إقبالا على شراء الدفايات الكهربائية بمختلف أنواعها وأحجامها ودفايات الكيروسين بجانب السخانات المائية والبطانيات والأغطية والمفارش القطنية، ويقول يحيى حدادي «بائع» إن موسم الشتاء على الأبواب «ووضعنا الأسعار في متناول الجميع، حيث تبدأ من 19 إلى 95 ريالا، وبدأنا بالفعل بعمل الخصومات التي تجذب العملاء إلى محالنا المنتشرة في المملكة، حيث بدأ الإقبال على المستلزمات الشتوية وأعتقد أن المبيعات ستتحسن لمعظم بائعي الملابس في هذا الموسم». أما خالد المهري «مشرف إحدى أسواق الملابس الكبرى» فأكد بدء العملاء في شراء المستلزمات الشتوية مبكرا «وبالنسبة إلينا فإن أسعارنا معقولة جدا مقارنة بالأسواق التجارية الأخرى حيث تأتي بضائعنا من الصين والهند ولا نأتي بالماركات العالمية لارتفاع أسعارها، حيث تفضل غالبية طبقة المجتمع الأسعار المتوسطة وتتراوح غالبية الأسعار من 40 إلى 58 ريالا للجاكيت الرجالي أما الأولادي فيتراوح أسعاره من 20 إلى 60 ريالا» مشيرا إلى أن غالبية المشترين من النساء والأطفال. ويقول خالد أحمد «طالب» «أتيت اليوم لشراء بعض المستلزمات الشتوية ذات الأسعار المتوسطة ولا أبحث عن الماركات لغلاء أسعارها وأحب التجول على عدد من الأسواق لمقارنة الأسعار وبالنسبة إلى الأسعار التي أراها اليوم أعتبرها متوسطة، حيث أشتري كل ما يناسبني بالسعر المناسب وكما نعلم أن أغلبية الملابس من الصين وهي جيدة ولا تعتبر سيئة مقارنة بأسعارها المعقولة. ويشير «رئيس مجلس إدارة شركة عجلان» عجلان العجلان إلى أن حجم سوق البجامات والأثواب وخلافه في حدود 300 مليون ريال وأن هناك إقبالا قويا في أوقات الأمطار والبرد وكلما تغير الطقس لدينا كلما امتلأت الأسواق بالمتسوقين وبالنسبة إلى ارتفاع الأسعار فإنه بالتأكيد ارتفاع عالمي؛ لأن القطن ارتفع 50 % منذ بداية السنة وهناك ارتفاع في بعض العملات مقابل الدولار وبذلك يؤثر في السعر خصوصا وأن القطن يحتاج إلى تصنيع وشحن وخلافه ومتوسط سعر القماش الجاهز بحدود 80 ريالا. وأضاف العجلان أن سوق الملابس الشتوية تنمو مع نمو العدد السكاني وتغيرت ثقافة المستهلك؛ ففي السابق كانت ثقافة المستهلك أن يستهلك القطعة لأطول فترة، والآن أصبح العكس أن يستهلك القطعة بأقل فترة وبهذا فإن ثقافة اللبس تغيرت وبذلك كان هناك نمو للسوق. ومن جهة أخرى أوضحت وزارة التجارة والصناعة استمرار جهود مكافحة ظاهرة الغش التجاري والتقليد ومتابعة كل السلع المعروضة في الأسواق، والمحال التجارية والمستودعات للتحقق من صلاحيتها ومطابقتها للأنظمة والمواصفات القياسية المعتمدة، وأكدت مصادر في الوزارة ضبط بعض المخالفات التجارية ضمن إحدى الحملات التي قامت بها الوزارة أخيرا من بينها مستودعان لتخزين الملابس الجاهزة وجد بهما عدد 10800 قطعة لا تحمل بلد الصنع وتم تحرير محضر ضبط مخالفة نظام البيانات التجارية بذلك. وإلى ذلك اعتبرت لجنة مكافحة الغش التجاري بالغرفة التجارية الصناعية بالرياض سوق الملابس الجاهزة من أكبر الأسواق التي بحاجة إلى عملية ضبط المتلاعبين والمخالفين، وقال رئيس اللجنة المهندس هشام المطلق إن القرار الوزاري بإنشاء جمعية لحماية المستهلك والتكرم السامي الرشيد بالموافقة على إنشائها ودعمها بالتبرع السخي سيكون أهم مصادر الحماية للمستهلك وأضاف «كان لا بد من جهود تبذل على صعيد المستهلك نفسه لكيلا يكون ضحية لتلك المؤامرة من تجار ضعفاء النفوس فكان مركز رعاية المستهلك بالغرفة منبر توعية وإعلام وتوجيه للمستهلك» .