«وطيري اللي زودوا فيه الأثمان»... كلمات يرددها شباب استهوتهم هواية صيد الطيور النادرة وخصوصا الصقور التي تستخدم في الصيد، ويجوبون من أجلها كل عام صحراء الدبدبة الواقعة على بعد 45 كيلومترا شمال شرق مدينة القيصومة بحثا عنها بين الطيور المهاجرة التي تتخذ من هذه المنطقة تحديدا منطقة عبور لها خصوصا هذه الأيام. وإلى جانب المتعة فإن الهواية أصبحت مصدرا للمال لذلك تشاهد أعدادا كبيرة ينتشرون في كل جزء من هذه المنطقة التي أصبحت بالنسبة إلى أهالي مدينة القيصومة وحفر الباطن خصوصا الشباب منهم منطقة «الأموال الطائرة» لكل من يحلم بالحصول على المال بطريقة سهلة جدا، فأسعار بعض الطيور بلغت أرقاما كبيرة وصلت إلى حد 90 ألف ريال لبعض أنواع الطيور. رحلة قنص «شمس» وقفت على هذه الهواية ورافقت اثنين من هواتها وهما محمد بن ذياب العنزي وصديقه سلطان الرويلي الذي وصف نفسه ب«المستجد». وكانت الرحلة في صحراء الدبدبة، حيث انطلقت سيارة العنزي ذات الدفع الرباعي في تمام الثالثة صباحا حيث سلكت طريق الدمام القيصومة الرئيسي وبعد تجاوزها 30 كيلومترا شرقا من مدينة القيصومة عرجت السيارة نحو طريق صحراوية باتجاه الشمال خلال السير تم اصطياد عدد من الجرابيع «الفئران» التي تستخدم كطعم للطيور بعد أن توضع في شباك خاصة. القهوة العربية وعندما أشارت الساعة إلى الرابعة صباحا توقفت السيارة بأطراف نقرة الصيد وجهزت القهوة العربية والشاي على نار السمر ومن ثم تم تجهيز وجبة دسمة، بعدها كانت الساعة تشير إلى الخامسة والربع وبدأنا نشاهد العديد من السيارات وهي تتوافد باتجاه المنطقة ثم قام الشابان بإنزال عدد كبير من الشباك المنوعة والخاصة بالجرابيع والفري والحمام ومع ظهور الزراق الأول من بعد صلاة الفجر بدأت رحلة البحث، حيث لم يمضِ وقت طويل على تحركنا حتى توقف العنزي طالبا مناولته المنظار «الدربيل»، حيث مشط المنطقة، ثم أخذ معه أحد شباك الجرابيع المجهزة بالكامل وسار بسيارته ببطء شديد وعندما اقترب من الطائر مسافة 100م قام برمي الشبكة من الجهة المعاكسة وواصل سيره مبتعدا عن المكان وتابع الموقف بالمنظار وما هي إلا لحظات قليلة حتى عاد مسرعا للمكان، حيث تمكنت الشبكة من الإمساك بذلك الطير الذي اتضح أنه باشق وهو نوع من جنس البازي من فصيلة العقاب النسرية وهو من الجوارح يشبه الصقر ويتميز بجسم طويل فتم على الفور تخليصه من الشباك والإمساك به وتجهيزه في الوقت نفسه بالنقل والنقل هو عيون حديدية خفيفة وصغيرة حولها شبكة رقيقة جدا يوضع بداخلها قطعة من الريش أو الصوف أو الجلد تربط برجل الباشق. تمشيط المنطقة بعد ذلك استمرت عمليات التمشيط للمنطقة ولكن دون جدوى، وعندما أشارت الساعة إلى الثامنة صباحا قام العنزي والرويلي بإطلاق طائرهما الذي حلق بالسماء مع متابعته بشكل متواصل، وهذه الطريقة تعد عملية استكشاف وبحث عن الطيور في تلك المساحة الشاسعة التي عادة ما إن تشاهد الباشق حتى تنقض عليه لخطف الغنيمة التي يحملها إلا أن الأمر لم يأتِ على هواهما. وانتهت الرحلة نحو العاشرة صباحا، حيث قرر الشابان العودة بعد أن امتلأ المكان بالصيادين الشباب. أسعار كبيرة وأمام أحد محال بيع الصقور المنتشرة بكثرة بمحافظة حفر الباطن والواقعة على طريق الشمال الدولي قال الحميدي الرديعان «أحد الملاك» إن موسم الصيد لهذا العام وحتى هذه اللحظة لم يشهد إلا صيد طير واحد فقط وهو من نوع قرناس وقد بيع بمبلغ 61 ألف ريال، أما الشاهين السود فهي بكثرة، حيث صيد حتى الآن ما يقارب ال 12 وهي من أفضل الأنواع وقد بيعت جميعها وكان أغلاها سعرا بيع بمبلغ 70500 ريال، وقد باعها صاحبها لاحقا ب 92 ألفا. ولفت إلى أن أفضل أنواع «الحرار» لم تعبر بعد، ومن المتوقع عبورها خلال الأيام القليلة القادمة وتحديدا مع برودة الأجواء. وأضاف أن الشباب هم الأوفر حظا في عملية الصيد فهم أكثر من يحضر لبيعها. وقال الشاب راشد المطيري الذي اشترى حمامتين وشباكا من محل متخصص إن أصدقاءه ينتظرونه في صحراء الدبدبة، حيث عثروا قبل مغيب شمس أمس على صقر شاهين ولكنه لم يصل إلى الحمامة التي رموها له. وأضاف انها السنة الأولى التي يمارس فيها الصيد وقد أحبه كثيرا خصوصا بعد أن تمكن هو وأحد زملائه من صيد شاهين قبل فترة وجيزة .