بنسبة تتراوح ما بين ال 20 و 30 % انخفضت أسعار الأضاحي في مدينة الرياض بسبب كثرة المعروض وقلة الطلب، وجاء ذلك مصدقا لنصائح خبراء في السوق أوصوا غير القادرين على الشراء بسبب موجة الغلاء إلى تأجيل ذلك لما بعد العيد بيوم أو يومين. وفي جولة قامت بها «شمس» أمس على أسواق بيع الأضاحي كشفت عن تراجع الأسعار وعودتها لما كانت عليه قبل شهر من الآن. ويشير عبد هلال الحسن «تاجر مواشي» إلى أن الأسعار انخفضت بشكل كبير ما يجعلهم يتكبدون خسائر كبيرة في حال عدم بيع ما لديهم من ماشية: «نعتمد على الشراء قبل الموسم بأيام أو أسابيع ما يعني أننا نشتري بأرقام عالية، بناء على ذلك نبيعها على الناس، انخفاض الأسعار ليس في مصلحتنا كتجار، لكن هذا هو الواقع، السواكني الذي كنا نبيعه ب 900 «أمس» نبيعه اليوم ب 700 ريال، والنعيمي الذي لامس حاجز ال 1500 يباع ب 1100 ريال». وعزا الحسن ذلك إلى: «عدم إقبال الزبائن على عملية الشراء، إما لأنهم ضحوا وانتهوا أو لأنهم هربوا من نار الأسعار إلى الجمعيات الخيرية التي تقدم لهم عروضا مغرية تصل إلى 450 ريالا عن الأضحية الواحدة». وأشار إلى أنهم أمس باعوا بالخسارة ليتمكنوا من تخليص الكميات الموجودة لديهم. وأبدى سراج الدين «مشترٍ» قناعاته بأسعار أول وثاني أيام العيد، مؤكدا أنه يلمس انخفاضا في الأسعار: «هناك أضاحٍ كانت تباع قبل العيد ب 1500 ريال والآن سعرها انخفض إلى 1200 ، وهذا هو ما جعلني أتردد على السوق من أجل شراء الأضحية». وأضاف أن الأسعار المعروضة حاليا أكثر إغراء من ذي قبل وتمكن ذوي الدخل المحدود من الشراء، وهذه الانخفاضات في مصلحة الجميع، كما أن التضحية في هذا الوقت أنسب من أول أيام العيد كون الضغط على المسالخ والتكلفة كذلك أقل، ويضمن الواحد منا عدم الانتظار طويلا أو الدخول في إشكالية مع الآخرين بسبب الزحام. ويعد المواطنان علي الرشيدي وصالح الرشيدي «بائعا مواشي» السوق الآن للشراء أفضل بكثير من يوم عرفة وما سبقه، حيث أسعار الأضاحي بدأت بالنزول: «كان سعر النعيمي يتراوح ما بين 1500 إلى 1600 ريال والآن يباع بأقل من 1200 ريال، ونعتقد أن غدا سيكون أفضل، حيث تشهد الأسعار نزولا أكبر مع قلة في أعداد المشترين». ويضيف محمد الهاجري «بائع مواشي» أن أسعار الأضاحي مستقرة، ولكن هناك شركات في بعض الأحياء تقوم بتزويد العمالة الواحدة أغناما لتصريفها بمبالغ معقولة بحدود 900 ريال مثلا لكنهم يزيدون الأسعار إلى 1200 ليحققوا مكاسب شخصية لهم، كما أن هؤلاء يغشون الزبائن ولديهم ألاعيب قد لا يكشفها الزبون وهم يبيعون «الرخلة» على أنها «طلي» أحيانا، ويخضعون بعض المواشي للتطعيم لتسمينها ويستغلون جهل الكثيرين وعدم تفريقهم بين الجيد والمغشوش». وأضاف: «هؤلاء أضرونا كثيرا وضربوا سوقنا، نحن نقوم بتربية مواشينا ونصرف عليها من جيوبنا وعندما يأتي الموسم نطرحها بأسعار نراها معقولة إلا أن أولئك ضربوا سوقنا». ويعتقد ماجد الحمد «مشترٍ» أن المبالغة في الأسعار لا تزال مستمرة حتى بعد يومين من عيد الأضحى: «في السابق كانت الأضاحي أقل بكثير مما هي عليه الآن، لكن الطمع وغلاء أسعار الشعير والأعلاف أسهم في عملية الارتفاع، وبدورنا نطالب الجهات المعنية بمتابعة أسعار الشعير والأعلاف والتجار حتى لا يكون المواطن هو الضحية، فالكثيرون حاليا لا يستطيعون الشراء بسبب زيادة الأسعار وعدم ثباتها عند حد معين» .