ولم يكد خطيب العيد ينهي «و بركاته» حتى أصبح كل من السمكري والخباز والسباك والنجار «جزارين» مؤقتا، حتى وإن لم يسبق لأحد منهم الاقتراب مسافة مترين من أي خروف في حياته! وحتى يكتمل السيناريو وتنجح الخطة، فيكفي أن يتأبط أحدهم «سكينا» لا يعتمد عليها في «ذبح» برتقالة، و«ساطورا» لا ينتمي لأي شركة «سواطير» تحترم نفسها! ثم يحلف لك بالله أن سيرته الذاتية مثخنة بالمذابح الجماعية والمجازر الدموية التي كان بطلها في كل الأعياد التي تعرفها وتلك التي لم تسمع بها من قبل! أما إن كنت عزيزي القارئ أول ضحايا السيناريو السابق فإن «أضحيتك» ستصبح حتما هي الضحية الثانية، ثم إنك ستكون مدعوا لصباح حافل بالإثارة والندية عندما يلتقي «جزارك» الافتراضي وجها لوجه بذلك الشيء الذي كان يسمى «خروف العيد»! ويجب بعد ذلك ألا تثور وألا تنفجر عندما يمسك الجزار الجديد خروفك التعيس ثم يسألك ببراءة «من أي مكان تحب أن نبدأ؟!» ويجب أيضا أن تحافظ على رباطة جأشك عندما تذهب قليلا ثم تعود لجزار الهنا لتكتشف أنه علق «أضحيتك» بيديها وكأنها قد أعلنت الاستسلام! ثم يجب أن تتحلى بالأخلاق الرياضية عندما يتخلص الجزار «السباك» في نهاية مهمته تلك من كل الأجزاء غير الصالحة للأكل بما في ذلك الكبد والكلى والرأس ليجمعها في كيس واحد ثم يضعها في حاوية النفايات! في نهاية ذلك الصباح يجب أن تلوم نفسك أولا وأخيرا عندما تجد نفسك أمام منظر يصلح لأن يكون فيلما توعويا للأجيال القادمة عن خطر الإصابات الناجمة عن حوادث السيارات عندما ترى أضحيتك في منظر مأساوي وكأنها من بقايا حادث دهس مروري أليم!