كثيرون هم محبو فنان العرب محمد عبده الذي قدم للأغنية في الجزيرة العربية ما لم يقدمه سواه طيلة تاريخ ممتد من 50 عاما وتحديدا من اللحظات الأولى له في الأغنية التي انطلقت من بيروت عندما كان ينوي دراسة بناء السفن ليمخر عباب البحار ووجد نفسه بحارا ماهرا يرسو على شواطئ النغم الأصيل والكلمة العذبة المفعمة باللحن الجميل والأصيل، هذا هو الفنان الذي مهما كتبنا فإننا لن ننصفه. إنصاف نجم الأغنية السعودية الذي لم يتغير بالرغم من تغير الأنماط الموسيقية للأسوأ وسير الحركة الفنية لأماكن لا يحبها الجمهور حيث الفن لم يعد فنا والأغنية أصبحت بنفس قصير وأغلبها تعتمد على الأدوات الموسيقية الحديثة والتي أغلبها مستمد من الألوان الغربية ولا يوجد سوى شخص واحد لا يزال يحافظ على الذائقة وينافح من أجل فنه ألا وهو فنان العرب محمد عبده الذي طالما ردد الجمهور العربي من المحيط إلى الخليج أغنياته، هذه القامة الكبيرة التي لا نتمنى أن تغيب أو تتراجع؛ لأن محمد عبده صاحب إرث موسيقي وفن له نكهة خاصة وبالرغم من تعدد الأجيال الفنية في المملكة والخليج، إلا أنهم يتنافسون جميعا على المركز الثاني ولا يجرؤ أحد على النظر إلى المقدمة التي يعرفها «أبو نورة».. لا أدري كيف سأسرد لكم حكاية التاريخ مع هذا الرجل الذي استطاع أن يتحمل المشاق ويحول المتاعب إلى أفراح وأن يتعامل مع الألم في طفولته بصبر العظماء ويقهر المستحيل ليعانق صوته جبال الجنوب وفياض نجد بعد أن يحمل إليها نسيم الساحل الغربي، وكم آلمني عندما يتحدث البعض في الفترة الماضية عن حفل تكريمه والتقصير الذي قامت به بعض الجهات تجاه الفنان الأول في تاريخ الأغنية العربية، نحن عندما نتحدث عن التكريم فنحن نثق في قرارة أنفسنا كجمهور بأننا نكرمه كل يوم من خلال طربنا ونشوتنا الموسيقية وهو ليس في حاجة إلى الدروع أو الفلاشات، وما يثير استغرابي وألمي في الوقت نفسه أن هناك من الجمهور من فقدوا البصيرة وأصبحوا يقارنون بين فنان العرب والفنانين الذين لا تتجاوز شهرتهم الأحياء والمناطق التي يسكنونها ولعلي أستشهد هنا بحالة الاحتقان التي يعيشها جمهور الفنان خالد عبدالرحمن ونقلوها معهم إلى المنتديات الإلكترونية والبعض منهم وصل إلى مرحلة التطاول والتشكيك فيما قدمه النجم الأوحد والتاريخ الجميل للأغنية السعودية محمد عبده. ولن أجيب عليهم وسأتجاوز عن ترهاتهم لأنني لو وضعت ألبومات نجمهم منذ بداياته ووضعت أغنية الأماكن فقط لرجحت بها، وما يثير غرابتي أنكم هنا في «فنونكم» تتيحون الفرصة لهؤلاء الجماهير المتعصبة كي تحجم محمد عبده رغم أنهم لن يستطيعوا ذلك مهما حاولوا. سلطان البارقي. أبها