تعتبر السياحة الدينية في الوقت الراهن واحدة من أهم أنواع السياحة التي أصبحت محل اهتمام كثير من الدول، ولعل وطننا الغالي قد أنعم الله عليه بوجود العديد من الأماكن والمدن التي تشكل بنية أساسية لما يسمى بالسياحة الدينية في ظل وجود مدينتي مكةالمكرمة والمدينة المنورة. فمكةالمكرمة، التي هي قبلة المسلمين في كافة أنحاء المعمورة، أسهمت في توفير إيرادات كبيرة تندرج تحت ما يسمى المدخولات السياحية التي تتدفق من خلال موسم الحج السنوي ومن جموع الزائرين بغرض العمرة على مدار العام بأكمله. وحين نعود لتحديد بدايات مكةالمكرمة فإنها بدأت حين أمر الله سيدنا إبراهيم عليه السلام بالترحال إلى تلك المنطقة وترك زوجته وابنه في وادي غير ذي زرع لا يوجد به ماء ولا كلأ؛ فدعا ربه فاستجاب له سبحانه، وهي اليوم مدينة يتمنى ما يزيد على مليار و300 مليون مسلم حول العالم زيارتها والمكوث فيها، وتجاوزت أعداد زائريها حتى بلغت ستة ملايين زائر سنويا، وهو عدد كبير جدا. مكةالمكرمة أشرف بقاع المعمورة ومهبط الوحي، تحتل هذه الأيام المرتبة الأولى عالميا فيما يسمى في العرف العالمي بالسياحة الدينية.. وهو لا شك تأكيد لدعوة سيدنا إبراهيم قبل آلاف السنين ومصداقا لقرآننا الكريم قبل ما يزيد على 1400 عام. والمدينة اليوم تطورت بشكل مذهل جدا بفضل حرص حكومة خادم الحرمين الشريفين على توفير كل سبل الراحة لزوارها من الحجاج والمعتمرين، وكان من آخر المعالم السياحية التي وفرتها الدولة حفظها الله أطول ساعة في العالم التي دخلت موسوعة جينيس للأرقام القياسية، كما أن الدولة قامت مشكورة بتجهيز أول قطار للمشاعر المقدسة الذي سينطلق بمشيئة الله في حج هذا العام لتوفير خدمة نقل الحجاج بكل يسر وسهولة بين المشاعر المقدسة. والله من وراء القصد.