يصر الزميل عدنان جستنية على كتابة عبارة «في الأكمة ما وراءها» هكذا.. رغم أن المثل المعروف حتى لطلاب المرحلة الابتدائية هو: «وراء الأكمة ما وراءها»، ناهيك عن كون الصياغة التي درج عدنان على تكرارها لا تستقيم والمنطق؛ فالذي في الشيء يكون فيه، لا وراءه.. هذا المثال ليس الوحيد في كتابات الزميل وهي ليست المرة الأولى التي أشير فيها إلى عدنان كنموذج للأسلوب الفاقع الركيك والكتابة الارتجالية المليئة بالأخطاء الساذجة! أيضا، تعوّد بعض المذيعين قول: «لا يستطيع على...»، ويقصدون بالطبع « لا يستطيع أن..»، أو «لا يقدر على..»، ومن الأمثلة التي أتذكرها ما قاله عبدالعزيز الدغيثر العام الماضي في برنامج فوانيس معلقا على لقطة ضرب أسامة المولد للسهلاوي حينما وصفها بأنها «مشمئزة للنفس»، وهو يعني بالطبع أن النفس تشمئز منها!! تذكرت هذه التراكيب العجيبة وأنا أقرأ أمس الأول مقالة الزميل عبدالمحسن الجحلان بجريدة الرياضية حينما أطنب في تهويل ما نشر بموقع الفيفا من أخطاء، حيث كتب بالنص: «الرياضة السعودية هي أرقى من أن يدس عابث يده في جوفها ويدخل وخزه من لحن التعصب الذي يجول في داخله، حقيقة لم نكن نتمنى أن يصطدم الاتحاد السعودي بأعلى سلطة عالمية ويكون موقفه حرجا بسبب رياضي هابط يستخدم هذه الالتواءات... الخ»!! وبصدق، أتمنى أن يفيدنا الزميل كيف يستطيع أحد أن «يدخل الوخزة»، وكيف تكون «الوخزة من اللحن»!! وعن أي «اصطدام» يتحدث!! أنا لا أشير إلى أخطاء لغوية بسيطة أو هفوة أو ارتباك في المعنى أو سرحان يؤدي إلى تداخل بعض التعابير.. أنا أتحدث عن فقر ظاهر في المفردة وتلبك مزعج في بناء الجمل والتراكيب مع نزعة استعراضية للأستذة حتى يخيل لك أن من يكتب أو يتحدث هو سمير عطاالله أو زياد الدريس! بعض الكتاب لا أتفق مع جل ما يطرحون، لكن عباراتهم أنيقة ومفرداتهم جميلة وسطورهم سلسة.. مما يرتق ثغرات الفكرة ويقرب درجة التفاهم لكن البعض الآخر لا أدري كيف يكتب «مع احترامي الشديد»، وهذا البعض يضم ما يقارب ال 70 % من الكتاب الرياضيين!