شيعت جموع غفيرة، مغرب أمس، عضو «هيئة الطائف» هليل الحارثي الذي لفظ أنفاسه الأخيرة مختنقا بعد أن تحدى ألسنة اللهب وأنقذ أفراد أسرته من النيران التي شبت، صباح أمس، في منزله بالشهداء الجنوبية بشارع التليفزيون وحاول منعها من الانتقال إلى المنازل المجاورة. وكان الحارثي «51 عاما» في طريقه إلى منزله نحو الساعة العاشرة والربع صباحا حاملا وجبة الإفطار لأسرته عندما فوجئ باندلاع ألسنة اللهب خارج المنزل الواقع بالدور الثاني فأسرع إلى الداخل، حيث عثر على زوجته وطفلهما الصغير يصرخان وهما محاصران بالنيران داخل إحدى الغرف فسارع بحملهما على كتفيه وأخرجهما إلى فناء المبنى ليعود مجددا إلى منزله محاولا السيطرة على مصدر النيران تفاديا لانتقالها إلى المنازل الأخرى، إلا أنه وجد نفسه بألسنتها، بينما كان يحاول إغلاق أسطوانة الغاز بالمطبخ. وفور تلقيها بلاغا بالحادث هرعت فرق الدفاع المدني والهلال الأحمر إلى الموقع، حيث أخمدت النيران ونقل الحارثي إلى مستشفى الملك عبدالعزيز التخصصي، إلا أنه كان فارق الحياة. أما زوجة الفقيد وطفلهما فنقلا إلى المستشفى، حيث أشارت التقارير الطبية إلى استقرار حالتهما. وذكر الناطق المكلف بالدفاع المدني بالطائف العقيد عبدالله فيصل ل«شمس» أن الحريق نجم عن تسرب غاز في أسطوانة المطبخ، مشيرا إلى أن الفقيد قام بعمل بطولي لإنقاذ أسرته. ولفت إلى أن الحارثي عثر عليه داخل إحدى الغرف وتم إسعافه قبل أن يأتيه الأجل المحتوم. وكان الفقيد التحق بالهيئة قبل 20 عاما وتنقل في العديد من المراكز إلى أن تمت ترقيته بفرع الهيئة بالمنطقة المركزية وسط المحافظة. وعبر رئيس هيئة الطائف عبدالرحمن الجهني عن بالغ حزنه لفقدان الحارثي، سائلا المولى أن يتغمده بواسع رحمته ويلهم ذويه الصبر والسلوان .