يعد نادي الشباب من الأندية السعودية العريقة بأقدميته وإنجازاته ونجومه الذين سطروا التاريخ الشبابي بمداد من ذهب.. ولكن ظل نادي الشباب بلا إعلام ولا قاعدة جماهيرية توازي ما قدمه في مسيرة الكرة السعودية.. فما سر بقائه بلا إعلام وبلا «طوفان» جماهير، رغم كل البطولات التي أحرزها في الأعوام الأخيرة، ورغم الكم الهائل من النجوم الدوليين الذين تضمهم قائمته؟ وهل كان لجماهيرية النصر والهلال دور حيوي في خنق الشباب ومنع تمدده؟ كل ذلك ستطلع عليه عزيزي القارئ في ثنايا التحقيق التالي: خارج المنطقة الانطلاقة كانت من أصحاب البيت الشبابي، ممثلين في مدير الاحتراف بالنادي خالد الزيد «لا شك أن وجود الشباب في منطقة يوجد بها الهلال والنصر عامل مهم من عوامل قلة الجماهير، أما الإعلام، فعلى الرغم من تأثيره لكنه لا يصل إلى درجة كبيرة، فهناك أندية بلا إعلام ومع ذلك لها وجودها الجماهيري التي لم تكن مطلبا أساسيا في مسيرة الشباب سابقا، فقد كان المطلب الهام لنا هو الحضور وتحقيق البطولات التي بها ستتنامى القاعدة الجماهيرية لنادي الشباب، وهذا ما نلاحظه من خلال الإحصائيات الرسمية التي جاء الشباب فيها خامسا على مستوى الأندية السعودية، وهذا ما نسعى إليه بزيادة الجماهير عن طريق تحقيق البطولات والإنجازات، فجماهير الشباب منتشرة في كل منطقة من مناطق المملكة، وهذا ما نلحظه في مباريات الفريق التي تقام خارج الرياض، فلذا إن استطاع النصر والهلال منع تمددها في الرياض فلن يستطيع منع ذلك التمدد في المناطق الأخرى». منعطفات خطرة ويدلي الكاتب الرياضي المعروف عثمان أبوبكر مالي برأيه، فيبدأ حديثه قائلا في الموضوع «من الصعوبة بمكان تحديد أسباب بقاء الشباب بلا جماهير حقيقية، وهو الذي ظل بقاعدة جماهيرية ثانوية باعتباره النادي الثاني لجماهير الأندية الأخرى في اللقاءات التنافسية، وربما سبب قلة جماهيره هو عدم وجود مساحة إعلامية تسهم في انتشاره، باعتبار أن الإعلام بضاعة يهمه التسويق بالدرجة الأولى، وهذا لا يتوافر فيه على الرغم مما حققه من بطولات، وذلك لوجود الهلال والنصر في منطقته نفسها مع مرور الشباب بمنعطفات خطرة في أعوام مضت أدت إلى انحسار شعبيته». وأضاف «أتفق تماما مع من ذهب إلى أن لجماهيرية النصر والهلال وللدعم الإعلامي لهما بالإضافة إلى عاطفتنا كسعوديين بالتدخل في أدق أمور أبنائنا، ومنها الميول الرياضية، دورا في تمدد شعبيتهما وقلة جماهيرية الشباب». كماشتا الهلال والنصر أما المدرب الوطني علي كميخ فيقول «لا أحد يستطيع التشكيك في نادي الشباب وأنه أحد الأضلاع الهامة في مسيرة الكرة السعودية، ولكن مشكلة الشباب أنه وقع بين كماشتي الجماهيرية الطاغية للنصر والهلال اللذين كان لهما نصيب الأسد في الانتشار والشعبية، وبالتالي أدت جماهيريتهما لاستحواذهما على الإعلام على أساس أنه يبحث عن التوزيع، وهذا ما لا يتوافر في الشباب الذي انحسر الإعلام عنه وعن نجومه». ويضيف «بلا شك كان لجماهيرية النصر والهلال دور كبير في خنق الشباب والحد من تمدده، على الرغم من امتلاكه سجلا حافلا بالبطولات والإنجازات والنجوم». حضور قوي ويوافق محمد البكيري نائب رئيس تحرير صحيفة الرياضي الآراء السابقة «تظل مشكلة الشباب أنه وقع ضحية لوجود النصر والهلال واستحواذهما على جماهير المنطقة التي تربت على إثارة ومتعة لقاءاتهما واستحواذها على حديث الشارع الرياضي لأيام، فانقسمت الجماهير إلى النصر والهلال اللذين تبادلا السيطرة على البطولات. زاد في ذلك اختفاء الشباب في أعوام مضت وهنا تكمن صعوبة استحواذ الشباب على جماهير في منطقة سيطر عليها النصر والهلال.. ولكن قد يتمكن الشباب إذا ما استمر على ما يحققه من بطولات وحضور قوي في الساحة من الاستحواذ على جماهير يبنيها من الصغر خلال العقود المقبلة». ويضيف «إن الإعلام يبحث عن نسب التوزيع بوجود القاعدة الجماهيرية للأندية التي تنال نصيبا كبيرا من الاهتمام، وهذا ما لم يتوافر في الشباب الذي ما زالت تركيبته غير محفزة للوجود الإعلامي على الرغم مما حققه من إنجازات ظلت حبيسة لجماهيرية النصر والهلال التي أسهمت بمنع تمدد الشباب». البعد عن الإعلام أما لاعب نادي الشباب سابقا والكاتب الرياضي حاليا صالح الداود فيوضح «بصراحة شيء يستغرب، فعلى الرغم من الكم الهائل من البطولات التي حققها ووجود النجوم إلا أن الليث لا يزال بلا جماهير تواكب ما حققه» ويزيد «صحيح أن جماهير الشباب في تزايد في الأعوام الماضية ولكنه يتم ببطء، فتسببت قلة الجماهير في بعده عن الإعلام الذي يهمه نسب التوزيع والأرباح المادية، وهذا ما لم يجده في الشباب ووجده في الهلال والنصر اللذين بقيت تتوارث الميول إليهما بين الأجيال، وهذا ما ساعدهما على التمسك بجماهيريتهما»، ويضيف «الغريب أن جماهيرية الشباب تنتشر خارج مدينة الرياض أكثر منها داخله». ويؤكد أن وجود الهلال والنصر وجماهيريتهما الكبيرة عامل مهم في منع تمدد الشباب الجماهيري. ازدياد العدد قائد فريق الشباب والمنتخب السعودي الأول سابقا ومدير الكرة بنادي الرياض حاليا الكابتن فؤاد أنور، يؤكد أن الجماهير لا تأتي بين عشية وضحاها، وإنما تأتي بما يحققه النادي من بطولات وإنجازات، خاصة في مدينة يوجد بها أندية عملاقة كالنصر والهلال، ولكن منذ عام 1411ه وحتى الآن زادت جماهير الشباب، خاصة من شريحة الأجيال الصاعدة التي مالت للشباب بما حققه من بطولات، صحيح أنها لا تقارن بجماهير النصر والهلال ولكن تظل مشكلة الجماهير الشبابية أنها لا تحضر للملعب إلا في مباريات هامة بعكس جماهير الهلال والنصر الذين تجدهم في كل مباراة، ومع الاستمرار في تحقيق البطولات التي تبحث عنها الجماهير فسيرتفع عددها وسيزيد تمددها حتى في ظل وجود النصر والهلال .