تعتبر هيئة الأرصاد وحماية البيئة بمثابة الأم والأب والدرع التي تسعى بكل ما تملك لحماية أولادها وشعبها من الكوارث والحوادث. وسعت الدولة في توفير ما يلزم لها في هذا الاختصاص، ولكن المشكلة أنها كغيرها من المؤسسات، فلا تتعجب حينما تسمع وتقرأ خبرا من مراصد روسية يحذر من سيول جارفة في مكة في نهاية الحج، ثم تلقى الرد من الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة عندنا يقول: «ربما لا تصل إلى نفس مستوى ما ذكر!». ولا أدري ما الفائدة التي زادتها مراصدنا في قولهم «ربما لا تصل»؟. في أغلب الأوقات - إن لم يكن في كل الأوقات – لا تكاد تجد عنوانا ولا مقالا ولا تحذيرا من أرصادنا إلا بعد أن تعلن وتحذر إحدى الدول الأخرى التي أدركت أن أرصادنا تعاني ضعف البصر وأغلب لوحاتها الإرشادية هي بمثابة «انتبه.. خلفك مطبات»، لهذا نحن عالة على غيرنا حتى في رصد الأحوال والمتغيرات الجوية. الحج على الأبواب، وأعداد زوار بيت الله الحرام بالملايين والأرصاد الروسية تحذر من أمطار غزيرة، والبنية التحتية وتصريف السيول سيواجه «السيد مطر»، وما أكثر ما فضح السيد مطر البنية التحتية. ومع هذا كله، أرصادنا تستخدم ما يفيد التوقع «قد»، وأهل الفلك هنا يدردشون عن مدى كمية المطر عام 1444ه وكيفية اتجاه الرياح. ويقول أحدهم في أحد مقولاته «سيكون في تلك السنة برد شديد مصحوب بعواصف رملية وأمطار غزيرة ومتوسطة، والجو دافئ نسبيا غائم و«مشمش» على بعض الجهات من مملكتنا الحبيبة»!. ماذا ترك هذا الفلكي لغيره؟ لو سألت أي أحد عن أجواء المملكة لما زاد على هذا الوصف حرفا واحدا. ما الفرق إذا بين أهل الفلك والأرصاد وبين العامة من الناس؟ إلى متى ننتظر غيرنا حتى يتكلم بما عندنا، ثم نتكلم بعده لا لنأخذ الحقيقة، بل لنرد عليه برد عامي لا يتجاوز حنجرة قائله؟. الحوادث السابقة والكوارث التي مررنا بها تقول «لا يلدغ المؤمن في جحر مرتين». فكم سنلدغ في حكايات أهل الفلك من مرة؟.