تحول كوبري المنصور في مكةالمكرمة إلى ساحات لإقامة العشرات من مخالفي نظام الإقامة من الآسيويين الذين افترشوا المكان في ظروف غير ملائمة في انتظار ترحيلهم إلى بلادهم على غرار ما يحدث تحت كوبري الستين في جدة، وهو ما نتج منه الكثير من المشكلات الصحية والاجتماعية والبيئية التي يعانيها السكان المجاورون للكوبري الذين ضجوا بالشكوى من تلك المخالفات التي تمارس هناك. «شمس» تجولت أسفل الكوبري، حيث كان يعج بالعشرات من الجنسين من الهند، باكستان، بنجلاديش، إندونيسيا، وسيرلانكا، والغالبية العظمى منهم يبررون تواجدهم في هذا المكان بعدم حملهم لوثائق سفر، ومنهم من مضى عليه أكثر من ثمانية أعوام. ويتدبر كثير منهم أمرهم بالعمل بطرق غير نظامية في مختلف الأعمال. ويبدو أن سكان الكوبري ألفوا حياة العراء ويمارسون تفاصيل حياتهم بشكل طبيعي أمام أعين المارة بلا ساتر وهو ما ترك المجال مفتوحا للفضوليين بمتابعة بعض تلك التفاصيل بقدر ما يسمح لهم وقتهم. وقال عدد منهم «تضايقنا نظرات المارة الفضولية لكن ليس بيدنا شيء». وكان من الملاحظ ومن خلال لقاءات «شمس» مع سكان الكوبري أن بعضهم يتطلع إلى الترحيل المجاني إلى بلادهم، لذلك فهم لا يبذلون جهدا كبيرا في محاولة توفيق أوضاعهم أو حتى الاستفادة من العفو الممنوح لهم للمغادرة دون توقيع أي عقوبات نظامية على مخالفاتهم لنظام الإقامة. في جانب آخر عبر عدد من المواطنين عن خشيتهم من انقياد أبنائهم وراء مروجي بعض الأمور غير المشروعة الذين ينسدون وسط سكان الكبري: «لم نخلص من شر القنوات الفضائية حتى ظهرت هذه التجمعات الخطرة وهو ما يستدعي الإسراع في معالجة هذه الظواهر السلبية قبل أن يستفحل خطرها». إلى ذلك حذر مدير إدارة النظافة بأمانة العاصمة المقدسة المهندس صالح الزكا من تفشي أمراض معدية وأخرى خطيرة بسبب تكدس العمالة المخالفة من الجنسين تحت الكوبري، وتجمعات مماثلة بجوار ترحيل جوازات العاصمة المقدسة بأم الجود. وعزا خطورة الوضع إلى تلوث البيئة المحيطة بأماكن تواجد المخالفين من جراء قضائهم حاجتهم في ذات الموقع، وطرح الفضلات وبقايا الأكل وغيرها من المخلفات في المكان نفسه ما شكل مرتعا خصبا لتكاثر الحشرات والقوارض. وأشار المهندس زكا ل «شمس» إلى أنه ورغم الجهود المبذولة لإزالة ما يمكن إزالته من مخلفات إلا أن المخاطر لن تنتهي إلا بزوال مسبباتها. وفي ذات السياق طالب المستشار القضائي بوزارة العدل صالح اللحيدان جهات الاختصاص بالإسراع في تشكيل لجنة عاجلة لتدارك الوضع قبل أن تتمد تلك التجمعات من أسفل الكباري والجسور للأزقة الضيقة والمنازل المهجورة والسيارات الخربة. ودعا على ضرورة مراعاة الجوانب الأخلاقية من قبل رجال الهيئة والحيلولة دون الممارسات اللاخلاقية التي قال إنه ألتمسها خلال تواجده في أماكن تجمعات العمالة المخالفة بمكةوجدة. فيما ذكر الناطق الإعلامي بجوازات منطقة مكةالمكرمة الرائد محمد الحسين ل«شمس» أن المخالفين تعمدوا صناعة هذه التجمعات للفت الأنظار كوسيلة ضغط لإرغام الجهات المختصة لترحيلهم إلى بلادهم على نفقتها. وشدد على أهمية تدخل القنصليات للعمل على تسفير رعاياها .