رئيس الدولة هو السلطة التي تمثلها أمام بقية العالم، ويشارك بذاته أو من خلال مندوبين في الاجتماعات الدولية، ويعين ويلتقي الوفود الدبلوماسية. وتختلف مهام الرئيس وفقا لشكل الحكومة التي يقررها الدستور ووفقا لقوانين كل دولة. وفي المقابل، هناك حالات يتم فيها تقليص صلاحيات الرئيس، وتنقل إلى رئيس الوزراء والحكومة. وفي ظل هذه التعديلات يمكن لرئيس الوزراء تعيين وإقالة الوزراء. ويكون دور رئيس البلاد شرفيا إلى حد بعيد، مثل منصب الرئيس في ألمانيا. وأحدث أمثلة ذلك ما حدث أخيرا لرئيس جورجيا ميخائيل ساكاشفيلي. في النظام الرئاسي كما هو الحال في أمريكا، يكون رئيس الدولة هو أيضا رئيس الحكومة، كونه رئيسا للسلطة التنفيذية في البلاد. وعلى العكس من ذلك في النظام البرلماني، رئيس الحكومة «أو رئيس الوزراء» ينتخب من قبل البرلمان، ورئيس الدولة يكون منتخبا من قبل الشعب، ويمكن أن يكون أميرا مثل موناكو، أو إمبراطورا كما في اليابان، أو يحمل أي لقب نبيل. وفي النظام نصف البرلماني، كما هو الحال في فرنسا، رئيس الحكومة يعتمد على البرلمان ورئيس الدولة هو المنتخب شعبيا. وفي الحالات التي يكون فيها رئيس الدولة غير منتخب، يكون دوره مجرد تمثيل رمزي أمام السلطة «إسبانيا، هولندا، الدنمرك، النرويج والسويد»، أو يمكن أن يبقي على كمية كبيرة من السلطة «بعض الدول الآسيوية». وفي بعض الحالات يكون فيها منتخبا، وشرعيته تقارن برئيس الحكومة ويسلمه الدستور بعض السلطات. ويحدد القانون المهام التي يكلف بها الرئيس والتي تحمل طابعا شكليا في كثير من الأحيان. وتشمل افتتاح الجلسة الأولى لدورات البرلمان، واستلام أوراق اعتماد الدبلوماسيين الأجانب، وتوقيع المعاهدات والقوانين وتعيين رؤساء البعثات الدبلوماسية في الخارج، وتعيين القضاة ومحافظي البنوك بناء على توصيات الهيئات المعنية ومنح العفو للسجناء. وفي المقابل، هناك حالات يتم فيها تقليص صلاحيات الرئيس بصورة كبيرة، وتنقل إلى رئيس الوزراء والحكومة. وفي ظل هذه التعديلات يمكن لرئيس الوزراء تعيين وإقالة الوزراء. كما يكون دور رئيس البلاد شرفيا إلى حد بعيد، مثل منصب الرئيس في ألمانيا.. وذلك مثلما حدث في جورجيا. تقع جورجيا في منطقة القوقاز عند ملتقى أوروبا الشرقية مع غرب آسيا، ويحدها من الغرب البحر الأسود، ومن الشمال روسيا، تركيا وأرمينيا من الجنوب، وأذربيجان من الشرق. وبلغت جورجيا ذروة مجدها السياسي والاقتصادي خلال حكم الملك ديفيد والملكة تامار في القرن ال12. وفي بداية القرن ال19، ألحقت جورجيا بالإمبراطورية الروسية. وبعد فترة قصيرة من الاستقلال تلت الثورة الروسية عام 1917، اجتاحت الجيوش البلشفية جورجيا عام 1921، وضمتها للاتحاد السوفيتي عام 1922. واستعادت جورجيا استقلالها عام 1991. ومثلها مثل العديد من الدول التي استقلت عن الاتحاد السوفيتي، عانت جورجيا من أزمة اقتصادية واضطرابات داخلية خلال التسعينات. وينص الدستور الجورجي على ديموقراطية تمثيلية وليس انتخابية أي أنها جمهورية نصف رئاسية. والطريف أن الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي رحب بالتعديلات التي أدخلت على دستور البلاد، منتصف أكتوبر الجاري، والتي تنقل بعض صلاحيات رئيس البلاد إلى رئيس الوزراء. ويدخل التعديل الدستوري الجديد حيز التنفيذ مع الانتخابات الرئاسية المقبلة عام 2013. ورأى مراقبون أن التعديلات تصب في صالح ساكاشفيلي، الذي يعتقدون أنه سيرشح نفسه لرئاسة الوزراء عندما تنتهي فترته الرئاسية، خلال ثلاثة أعوام .