شهدت أرفف المكتبات في أسواق العالم المختلفة، طوال الأيام الأخيرة، سيلا لم يتوقف من مذكرات رؤساء الدول السابقين أو بعض المسؤولين والإداريين الكبار الذين ابتعدوا عن مقاعدهم. وتسابق هؤلاء لسرد وقائع عايشوها خلال توليهم المناصب غير البعض منها مسارات العلاقات الدولية والأنظمة السياسية في العالم. ومن أحدث هذه المؤلفات الجزء الأول من مذكرات أو مكاشفات وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كونداليزا رايس التي اعترفت فيها بأن إدارة الرئيس السابق جورج بوش ارتكبت بعض الأخطاء بعد هجمات 11 سبتمبر 2001. وأوضحت عند الترويج لمذكراتها قائلة: «لقد وقعنا في أخطاء بلا شك». كانت كونداليزا، 55 عاما، على رأس الدبلوماسية الأمريكية من 2005 إلى 2009، خلال الولاية الثانية للرئيس الجمهوري جورج بوش الابن الذي خلفه الرئيس الحالي باراك أوباما في البيت الأبيض. ثم عادت إلى التدريس في جامعة ستانفورد بولاية كاليفورنيا، بعد نهاية ولاية بوش. وهي تعمل الآن في إطار الحملة الانتخابية لمرشحة الحزب الجمهوري ميج وايتمان لمنصب رئيس بلدية كاليفورنيا قبيل الانتخابات النصفية للكونجرس الأمريكي المقرر إجراؤها في الثاني من نوفمبر المقبل. وبادرت الوزيرة السابقة إلى إهداء الرئيس أوباما في مكتبه بالعاصمة واشنطن، نسخة شخصية موقعة من كتابها بعنوان «أشخاص متفوقون وأشخاص عاديون: ذكريات عني وعن أسرتي»، الذي تصف فيه طفولتها منذ أن كانت فتاة في بلدة بيرمنجهام بولاية ألاباما، التي كانت حينها تطبق نظام التمييز العنصري في خمسينات القرن الماضي، حتى تعيينها مستشارة للأمن القومي قبل حوالي ثمانية أشهر من الهجمات التي شنت بطائرات على أهداف بنيويورك وواشنطن. كما أهدت رايس نسخة من الكتاب، مخصصة للشباب، لابنتي أوباما ماليا وساشا. وجاء في تصريح أن الطرفين «تحدثا لمدة نصف ساعة في مواضيع شتى بينها الكتاب الجديد، وناقشا جملة من القضايا المتعلقة بالأمن القومي». حسب الناطق باسم البيت الأبيض تومي فيتور، الذي لم يدل بأي تفاصيل عن المواضيع التي نوقشت، كما لم تتحدث رايس إلى الصحفيين لدى مغادرتها مقر الرئاسة الأمريكية. ويتناول الجزء الأول من المذكرات أيضا اعتراف رايس بالأخطاء التي ارتكبتها إدارة بوش الابن، إلا أنها دافعت عن قراراتها المدمرة بشن الحروب على الدول الأخرى. «كل الأيام التي جاءت بعد الهجمات كانت محفوفة بالمخاطر؛ والإدارة فعلت ما كان بمقدورها». وأوضحت أنها لم تفاجأ بأن الحرب التي شنتها القوات الأمريكية على كل من أفغانستان والعراق طالت بهذا الشكل، وأكدت أن أفغانستان كانت دوما صعبة. وأصرت على الدفاع عما اعتبرته إنجازات في أفغانستان. ولم تتناول دورها في المساعدة لقيادة أمريكا إلى حربي العراق وأفغانستان، حيث لن يجد القراء الذين يسعون لمعرفة رأيها بشأن القرارات التي أدت إلى ذلك، أي اعترافات. وينتظر أن تصدر رايس الجزء الثاني من مذكراتها مطلع العام المقبل. وكانت رايس ناقشت في لقاء سابق عقدته في نادي الصحافة القومي بواشنطن المسألة العنصرية التي ما زالت متفاعلة في أمريكا، كما دافعت عن قرار الرئيس بوش بغزو واحتلال العراق. وأوضحت أنها تعلم أن قرار بوش ما زال مثيرا للجدل، خصوصا أنه ثبت خلو العراق من أسلحة الدمار الشامل. وشددت على أن الوقت ما زال مبكرا للفصل بنجاح أو إخفاق تلك الحروب أو السياسة الخارجية لإدارة بوش .