أنا مراقب جيد للأغنية العربية ومن خلال ثقافتي الموسيقية واطلاعي على الفرق بين الأغنية العربية والأجنبية، أجد أن الاختلاف يكمن في التطور الموسيقي بصورة رئيسية، بعد ذلك يأتي فكر الفنان والصوت والقبول الجماهيري، ولو أخذنا سر نجومية نجم مثل الفنان عمرو دياب لوجدنا أن هذا الفنان يمتلك ثقافة موسيقية رهيبة جعلته يمزج بين عدد من الألوان الشرقية والغربية بحس عال وبخط «مزيكا» جديد. ولم يظهر في مصر يمتلك نفس المقومات سوى الفنان تامر حسني وهو ما جعل الاثنين يدخلان فيما يشبه الحرب بينهما، وفي الأغنية اللبنانية هناك الفنانة إليسا التي اعتبرها «سكة تانية» بعيدة عن جو نانسي عجرم أو هيفاء وهبي اللتين تتقاربان في اختيار الأغاني ولكن نانسي أكثر تطريبا للجمهور والدليل على ذلك إبداعها الكبير والتفوق على نفسها في أغنية «مستنياك» وبالنسبة لإليسا فإنها اختارت أن تكون أكثر اختيارا لنوع من الموسيقى الهادئة ذات العبارات العاطفية التي يستطيع معها المستمع أن يدخل حالة خاصة يشعر بأنها تمثله دون غيره. وأيضا هناك الصوت القادم من الجبل الفنانة نجوى كرم التي تمتلك خامة صوتية رهيبة لا تستطيع أي فنانة لبنانية الصعود والنزول مثلها سوى ماجدة الرومي، ذات الطبقات العالية. وتشهد الأغنية اللبنانية على مستوى الأسماء الرجالية تراجعا كبيرا خاصة أن كثيرا من الفنانين الشباب دخلوا في منحى الأغاني ذات الكلمات الهابطة ويتصدر هذا المشهد الفنان فارس كرم. وهناك أيضا صوتان عربيان قادمان من الزمن الجميل هما الفنانة أصالة نصري والفنانة أنغام اللتان لم تتوفقا في حسن الاختيارات وظلت طوال سنوات تكرر أنفسها.