عندما تفوض أحدا لعمل ما، وتزيل عوائق سرعة الإنجاز، وتحدد للتسليم عمرا زمنيا، ولا يتم ما أردته، فأنت أحد رجلين: إما رجل مهمل لم يتابع مراحل العمل ليطمئن على سير الخطة، ويضمن أن المال يصرف بطريقة صحيحة، وأن اختياره للفريق صائب، أو رجل استفاد من تعثر المشروع! تلك المقدمة البريئة تتقدم حشود الأسئلة حول تأخر الشركات الصينية في إنشاء المباني التعليمة المقدر قيمتها بملياري ريال خلال 14 شهرا، حسب ما نشرته الصحف، وانتهت المدة ولم تنته الشركات من الهيكل الإنشائي لأغلب المباني البالغ عددها 200 مبنى! لتقدم وزارة التربية والتعليم إنذارا، والسؤال الصاعقة عن بنود العقد الذي أبرم! وفي أي مرحلة من المشروع يكون الإنذار مجديا وذا قيمة! ولا شك أننا خلال أي مشوار وقبل الوصول نرصد مؤشرات توضح إن كنا على الطريق الصحيح أو أننا تائهون، وإن وصلنا، فلن نكون حيث أردنا. وذلك يذكرنا بأهمية الحسم، ومتى نقول: لا، ونكتفي من الوعود التي ليس لها واقع، فعندما نمنح الفرصة تلو الأخرى وباب الأوبة مشرع، فنحن باختصار «وكالة بدون بواب» ومشاع للنهب وسياستنا لا تقدر تفاوت حجم الذمم، ونحن من صادر حقنا واكتفى بحسن الظن، وغض بصيرته عن إدراك الحقائق. فالعقاب والحرمان والجزاء أدوات لم توجد عبثا، لتترك على الرف كتحفة اختفت معالمها تحت غبار الخوف أو السذاجة، إنما لنفرق بين الصادق والكاذب، ونصنف من حولنا بميزان عادل يعي الفوارق أيا كانت. وذلك يرينا من جهة أخرى خطأ إداريا فادحا يقع فيه كثير من المديرين، عندما يصبح الموظف المبادر والمميز شماعة تحمل أخطاء غيره وتكاسلهم، ويخبرنا كيف تموت الهمة سحقا تحت أقدام المساواة في غير محلها، فلا بد أن تتفاوت التقديرات والمزايا، والشكر لمن بذل، ويؤخذ بحق من تهاون إجراء يمنح الآخرين درسا وطمأنينة، عندها نلمس الجودة ونخلق من الفوضى صفوفا تتزاحم وتتسابق وصولا إلى القمة. خارج النص: اقتناص الفرص مهارة تبدأ بتقدير ما تملكه يمينك.