- شكرا لجائزة نوبل لأنها تعيد ترتيب الأسماء بطريقة تخلو من العاطفة والهتافات وأساليب مشجعي الأندية المريضة في دول العالم الثالث. - شكرا لجائزة نوبل لأنها بعيدة عن الشعارات السياسية، وعن صراعات الأيديولوجيا، وطوائف الأديان والأعراق، وتجارة الخطب الرنانة والتعبئة لطوابير البشر لعبوديتها باسم الحرية والرفاه. - شكرا لجائزة نوبل لأن «يوسا» جعلني بفوزه أتذكر فرحي بفوز «سارماغو». فحفلة التيس ليوسا تشبه كثيرا عمى سارماغو. الفن الذي يأخذك بعيدا عن عاطفية لا تعرف من نوبل إلا ترشيحات العرب لأسماء كرسوها من فراغ فصدقوا أنفسهم ثم رموا الجائزة بظنونهم السقيمة. ثلاث رسائل: الأولى إلى «حفلة التيس»: لم أقرأ عملا يصف الدكتاتور بكل ما فيه، وبحيادية مدهشة، أكثر مما فعل يوسا، فالدكتاتور لا يعدو أن يكون إنسانا يستحق الإنصاف، كغيره، عندما تروى سيرته، دون تشفٍّ أو حقد. الثانية إلى جائزة نوبل: مع كل هذا النحيب العربي لا بد أن تلتفت يوما إلى عالمنا المهووس بفرادته ولا فرادة، لكنني أعلم أنها ستكون التفاتة لجبر الخواطر، لهذا أقترح أن تتبعي أحد أمرين: إما أن ينص إعلانك العربي الفائز بجائزة الآداب على أنه فاز من باب «تأليف القلوب»، أو أن تستفيدي من تجربة «البوكر» فتقرري إنشاء قسم عربي خاص بالعرب لنمارس فيه فسادنا الثقافي واتهاماتنا المتبادلة، ونفرغ فيه طاقاتنا الكبيرة في مجالات النحيب واللطم والدسائس والمؤامرات والشللية. الثالثة إلى الأدب العربي: مات اثنان كنت أظن أن نوبل لن تحط رحالها إلا على عتبات إنتاجهما، فحين فاز بها الأول «نجيب محفوظ» لم تصل إلى الثاني «عبدالرحمن منيف». أما من بقي من أبنائك أيها الأدب المكلوم فإنهم لا يستحقون بمجملهم نيل جائزة ترضية من جمعية خيرية أقترح أن يتم تأسيسها تحت اسم: «أحلام نوبل العربي»، على أن تنشأ بجهد عربي عربي، وأن تتبع لجامعة الدول العربية حتى لا يشكك بقية العالم في قوانا العقلية، وحتى تتاح الفرصة للجامعة في إنجاح مشروع وحيد، ولو كان خيريا، في كل سنواتها العجاف التي لا يبدو لسقمها نهاية.