بدأ عدد من أولياء أمور طالبات الثامنة عشرة الابتدائية بجبل دفان بمكة المكرمة، في منع بناتهم من الدراسة، بسبب الشكاوى المتزايدة من تواصل أعمال الهدم والتفجيرات التي تجاور المدرسة، في وقت باتت المدرسة التي انتقلت الطالبات منها «الابتدائية 69» لا تصلح للدراسة. ولم تقتصر الشكوى على أولياء أمور الطالبات، بل امتدت للمعلمات اللاتي لا يعرفن سبيلا لمقاطعة الدوام، إلا أنهن نقلن بالغ تخوفهن من هذه الأعمال، على الرغم من انتقالهن من مدرسة لأخرى بديلة، لكن الخوف انتقل معهن. وأوضحت إحداهن أن لهن «أكثر من 30 عاما نعمل بالمدرسة 69 الابتدائية، وأقلنا خدمة في هذه المدرسة لها 15 عاما خبرة، مما يعني أن بنات هذه المدرسة بمثابة بناتنا، والجميع يعيش هذه الفترة في حالة من القلق والذعر والأرق النفسي، مما يصعب معه المواصلة، وكل هذا بسبب أعمال الهدم والتفجيرات والتي أصبحت بمثابة الكابوس الذي يؤرق راحتنا وراحة الأهالي، ففي الساعة العاشرة من صباح أحد أيام الدراسة فوجئنا بأصوات مدوية، كادت تفقد البعض منا وعيه من شدتها، وكانت الطالبات في حالة ذعر تام مما أربك اليوم الدراسي لدينا بالمدرسة، بل إننا لم نستطع مواصلة يومنا الدراسي». وأشارت معلمة أخرى إلى أنهن لم يباشرن تدريس البنات، حتى أصبحت المدرسة مهجورة «لا طالبات أو مناهج، وأعمال الحفر كانت سببا رئيسيا في انقطاع عدد من الطالبات، واللاتي كن يداومن، ولكن بعد انتقال المدرسة إلى المدرسة البديلة أسفل الجبل امتنع بعض أولياء الأمور من إرسالهن إلى المدرسة البديلة لعدة أسباب، أهمها البعد، كما أن المدرسة الجديدة تعد غير آمنة بمنظور الأهالي». وأوضح ولي أمر طالبة، أنهم يعانون الأمرين منذ البدء في أعمال الهدم «فالشيولات تعمل ليل نهار وكذلك التفجيرات، وأخطر فترات عملها في النهار خاصة فترة الدوام المدرسي، فلدي طالبة في هذه المدرسة، وابن في المدرسة المجاورة، وأشعر دائما بالخوف والقلق كل يوم عندما أوصلهما إلى المدرسة، وأدعو الله أن يحفظهما من كل مكروه، لكن الحالة تقلق؛ بسبب تواصل أعمال الحفر والهدم والرافعات تعمل، والأبناء يضطرون للمرور أسفلها؛ لأنه الطريق الوحيد المؤدي إلى المنازل، وعرفت أن بعض جيراني امتنع من إرسال بناتهم للمدرسة، خوفا عليهن، أو لصعوبة تسجيلهن في مدارس أخرى بعيدة عن الخطر، خاصة أننا نشعر باهتزاز الأرض من تحت أقدامنا، نتيجة لأعمال الهدم والتفجيرات». لكن مدير تعليم البنات بمكة حامد السلمي أكد على أنه تم تغيير المدرسة خلال سبع ساعات فقط «بعد بداية الدوام في المدرسة 69 شكت مديرة المدرسة من سوء الأوضاع بالمدرسة، فأبلغنا الطالبات بعد دوام اليوم الأول، بانتقال الدراسة للمدرسة البديلة المتمثلة في الابتدئية 18، وتم توزيع الكتب عليهن فقط، ليتم لاحقا إخلاء المدرسة، وذلك في زمن قياسي، ليتم دوامهن في اليوم التالي بالمدرسة البديلة الثامنة عشرة». واستبعد السلمي ما يشاع عن تعطل الدراسة بالمدرسة البديلة، أو وجود صعوبات تذكر «وما يقال مجرد مخاوف من المعلمات، فمن طبيعة المرأة القلق والخوف كون قلبها رقيقا، في حين تم التنسيق مع الجهات المعنية ممثلة في الدفاع المدني، شرطة العاصمة المقدسة، شعبة الأسلحة والمتفجرات، وحضور لقاءات متعددة الهدف منها تأمين سلامة الأهالي والطلاب والطالبات في تلك المنطقة لحين انتهاء أعمال الهدم الخاصة بالمشروعات الخدمية» .