كم حياة نعيش؟ كم مرة نموت؟ يقال إننا نخسر 21 جراما لحظة موتنا، ما الذي يزنه 21 جراما؟ كم الأشياء التي نفقدها؟ متى نفقد 21 جراما؟ ما الذي يذهب معها؟ ما الذي تعطينا إياه؟ وكم تعطينا؟ 21 جراما وزن حفنة من نقود تساوي خمسة سنتات، وزن طائر الطنان.. لوح شوكولاه. كم تساوي 21 جراما؟ يقول أليخاندرو قونزاليس إناريتو مخرج «21 جراما»، لا أحب الأفلام التي تسعى لإيصال رسالة ما، أحب أن يكون الفيلم، ملغما بالرسائل. وأنا أقول:.. وبالأسئلة التي لا يمكنك السيطرة على أجوبتها. نفقد 21 جراما عند موتنا.. إلى أي عالم ستنتمي تلك الجرامات المفقودة؟ قد تكون أرواحنا المتجهة نحو السماء، أو ربما وزن ذكرانا التي تبقى للآخرين بعد الموت. ماذا لو كانت مناصفة 10.5 جرام وزن الروح التي لم نشعر بها قط، و10.5 جرام ذكرانا. الأشياء الجميلة والسيئة، روائحنا، وحتى أشكالنا، كل شيء عنا في 21 جراما، كما لو أنها شريحة صغيرة من السيلكون تحمل صورنا. نفقد 21 جراما عند موتنا، هل يعني هذا أننا لا نحتاج سوى 21 جراما، لنبقى أحياء؟ ماذا لو أن شخصا ما عرف متى تخرج تلك الجرامات؟ من أين تخرج؟ وكيف تخرج؟ هل سيتمكن من أن يمنعها، ليعيش حياة أطول؟ لم 21 جراما وليست 20 أو 22، لماذا تكون هكذا 21؟ هل لأن الأرقام الفردية تبدو غامضة أحيانا، ومرهقة أحيانا أخرى، وهي أيضا مثيرة للحنق أثناء العمليات الرياضية، وتجعل قراراتنا أكثر تعقيدا عندما نواجهها في حياتنا. لم نفقد 21 جراما؟ ألا تكفي الأشياء التي نفتقدها ونحن أحياء، حتى نفقد عند موتنا 21 جراما؟ هل هي ثقيلة لدرجة أننا لا نستطيع حملها معنا؟ أم أنها كل ما يستحق للعيش من أجله؟ أمام تلك الجرامات قد تبدو الحياة بلا معنى، وربما مربكة، أو حتى عصية أحيانا، لأننا لا نفهم لم 21 جراما فقط؟ هل نولد بتلك الجرامات 21، لذا كان علينا أن نعيدها قبل أن نموت، أم أننا نبتلعها من الهواء، عند صرختنا الأولى أثناء الولادة؟ وهذا يعني أن الهواء الذي نبتلعه هو الذي يحدد كيف نفقد الجرامات ال21 تلك. كم من الأشياء تعنيها 21 جراما هذه؟ وهل نحن متساوون بحيث إننا جميعا نفقد الجرامات ذاتها، 21 جراما للكل واحد منا. ربما لا يبدو عادلا أننا نفقد العدد ذاته من الجرامات، رغم أننا متفاوتون في الربح والخسارة، وربما عادلا بدرجة كبيرة، على الأقل أننا متساوون في الموت.. في شكل الموت، واسمه، وعدد الجرامات التي نخسرها، إذا لماذا تختلف طرق موتنا وقسوته، ما دمنا نفقد في النهاية 21 جراما. قد تكون ال21 جراما تلك، وزن الحرارة التي تغادر أجسامنا عند الموت، في العالم الآخر لا مقاييس هناك سوى الميزان، ونحن عند موتنا نكون قد خطونا أولى خطواتنا في الحياة الأخرى، لذا صارت الحرارة وزنا. ماذا لو كانت الجرامات ال21 تلك جزءا من حياتنا اقتطع، جزءا من سعادتنا، بؤسنا، فرحنا، وآلامنا، إنه جزء وحسب، يحمل ملامحنا، ماذا لو أمكننا أن نهبه لشخص ما قبل موتنا، ربما لو كنا نستطيع فعل ذلك، لشكل فارقا في حياة كل واحد منا، لأنه سيعطي 21 جراما من حياته لشخص آخر، وهذا يعني أننا سنبقى أحياء بشكل ما، أحياء بمقدار 21 جراما، أو ربما أحياء بما يكفي لنختزل كل رغبات الحياة في 21 جراما. مدونة أروى