أجرى الرئيس السوري بشار الأسد، أمس، مباحثات مع مضيفه الإيراني محمود أحمدي نجاد، خلال الزيارة الرسمية التي قام بها الأسد إلى العاصمة الإيرانيةطهران واستغرقت يوما واحدا، لبحث العلاقات الاستثنائية بين البلدين، وآخر المستجدات على الساحة الإقليمية، وذلك على خلفية أزمة تشكيل الحكومة العراقية، والأوضاع المتوترة على الساحة اللبنانية بسبب الخلاف المتصاعد بشأن المحكمة الدولية المكلفة بالتحقيق في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري. ورافقه خلال الزيارة وفد رفيع المستوى ضم نائب رئيس الجمهورية فاروق الشرع ووزير الخارجية وليد المعلم. واشتملت المباحثات على توقيع اتفاقية للتجارة الحرة بين البلدين، إضافة إلى مجالات النفط والغاز، وتوسيع حركة النقل بين كل من إيران وسورية والعراق. وكانت اللجنة العليا السورية الإيرانية المشتركة وقعت في دورتها ال 12 بدمشق في إبريل الماضي مذكرات تفاهم تضمنت التعاون في المجالات التجارية والاقتصادية والاستثمارية والمصرفية والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والصحة والثقافة والتربية والتعليم العالي والزراعة والكهرباء والصناعة والنقل والتخطيط والإحصاء. وتأتي زيارة الأسد هذه قبل مضي أسبوعين من زيارة خاطفة قام بها نجاد إلى دمشق، وأكد خلالها الرئيسان على متانة العلاقات بين بلديهما، في الوقت الذي كانت فيه أمريكا تحاول كسب الجانب السوري من أجل إنجاح عملية السلام، حيث التقت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون مع نظيرها السوري في نيويورك، وأكد الأخير أن بلاده مهتمة بمسار المفاوضات السورية - الإسرائيلية. وعلى صعيد متصل، نفى نائب الأمين العام لحزب الله في لبنان الشيخ نعيم قاسم وجود أي صراع سوري إيراني على لبنان «سورية وإيران تؤيدان استقلال لبنان وتدعمان المقاومة، ولا يوجد شيء تختلفان عليه، وقوى الممانعة في لبنان متعاونة معهما فقط، وهذا هو مشروعهم». وأكد أن رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري بإمكانه أن «يفعل الكثير لتجنيب لبنان الأخطار الداهمة وبإمكانه أن يضع حدودا لاستخدام لبنان كساحة لأن القرار بيده». وفيما يتعلق بالقرار الخاص باتهام حزب الله في قضية اغتيال الحريري أوضح قاسم «تقاطعت المعلومات حول استهداف عناصر من حزب الله قبل نهاية عام 2010. ولاحظنا منذ شهرين أن بعض وسائل الإعلام المرئية والصحف قامت بحملة منسقة للترويج لطبيعة القرار الظني من أجل تهيئة المناخات المنسجمة مع هذا الاتهام، ووصلنا إلى قناعة أن الأمر محسوم. واتجاه القرار الظني حقيقة واقعة، وهو جزء من الخطة لرصد ردات الفعل وقراءة الاستنتاجات المختلفة». وقال قاسم: إن «حزب الله لم يتخذ موقفا نهائيا في كيفية التعامل مع المحكمة، وسيحسم الموقف على أساس التطورات بانتظار الأسابيع المقبلة لنعطي فرصة للاتصالات والمحاولات قبل أن نقول كلمتنا الفصل».