لا أدري ما السبب في عدم الكتابة عن نجاح مسلسل «بيني وبينك» في رمضان وتصدره عددا من الاستفتاءات الدرامية لعدد من القنوات الفضائية وشركات الإحصاء المحلية والعربية، ورغم المنافسة الشرسة مع عدد من الأعمال إلا أنه استطاع أن يتصدر ويتفرغ لتقديم عمل جميل يحمل أفكارا جريئة تهم الشارع السعودي، ويأتي ذلك باهتمام ومتابعة من المنتج حسن عسيري الذي دعم فريق العمل الذي اعتمد على طريقة الكبسولة الدرامية وقدم أبعادا كبيرة من خلال المسلسل يعجز عن تقديمها الفنان فايز المالكي الذي يعاني في الأساس أمية درامية كما يقول الناقد محمد السحيمي، والمتابع لمسيرة الأخير يجد أن الفنان حسن عسيري لم يقصر معه بل على العكس دعمه ولم يتأخر عليه ماديا في الوقت الذي كان يعيش فيه على المبالغ القليلة من الفضائيات. ولم يقصر العسيري في حق الدراما السعودية واستطاع أن يصنع لها اسما بين نظيراتها العربية ولو عدنا بالذاكرة إلى الفترة الماضية لوجدنا أن عملا سعوديا واحدا هو الذي يحظى بالحضور العربي وهو«طاش ما طاش» فيما عدا ذلك العمل السعودي غير معروف في الأوساط الأخرى حتى جاء عسيري وانتشل الدراما، ودعم القطاع الإنتاجي في السعودية ومد يد العون للفنانين الشباب حتى أصبح عرابا للدراما المحلية ولا ينكر ذلك إلا جاحد، ولا يوجد عمل في العالم يخلو من الهفوات ولكن أن يتحول الأمر إلى هجوم حاد فهذه هي المشكلة والمصيبة التي نعانيها. فنقطة التحول المحلية دفعت عجلة الدراما المحلية من إنتاج عمل واحد في العام إلى ماكينة من الأداء تقدم أكثر من عشرة أعمال ومثل هذا الرجل يستحق أن نرفع له قبعة الاحترام والتقدير، وأن نقف معه بدلا من الحرب التي يكيلها البعض ضده لأتفه الأسباب. فالمنتج حسن عسيري قدم الكثير من أجل دراما وطنه وما يزال يقدم, وسيضع في اعتباره أن الانتقادات التي تأتيه من الخارج طبيعية لأنهم لا يريدون للأعمال المحلية أن تقوم لها قائمة، ولكن المشكلة عندما يأتيه الهجوم من أبناء جلدته، وبلغة الأرقام أتحدى أن يكون هناك فنان سعودي قدم لهذا الوطن في مجال الدراما مثلما قدم المنتج والفنان حسن عسيري. الرياض. مروان عريشي