بعد أن هدأت الموجة الغاضبة على قرار «التأجيل»..وذهب كل في طريقه، وتحدث من أراد الحديث.. وتشدق من ابتغى التشدق..وأساء من أدمن الإساءة.. وظن السوء من اتخذ نظرية المؤامرة له مسلكا..وتداخل من يقتات على المداخلات الفضائية ..وامتلأت برامجنا بالمتداخلين خطأ وصوابا، وباتت «جوالات» معدي البرامج مستمرة الرنين على مدار الساعة..هذا يطلب النخوة ..وآخر يرسل «تكفى» إثر «تكفى» ..!، الكل يريد أن ينال نصيبه على الورق أو على الفضاء أو على أي شيء ..حتى لو استدعى الأمر التسجيل في المنتديات الفارسية..الأهم ألا تفوت هذه المناسبة السعيدة بالنسبة لهم دون محاولة الاشتراك في مهرجان إلقاء الحجر لزعزعة الكيان الأزرق..فهذا الكيان هو «البعبع» الحقيقي الذي يؤرق مضاجعهم، وجلب لهم العقد النفسية التي أصبحت علامة بارزة في شخصياتهم الممتلئة توجسا وخيفة ..هؤلاء أشفق عليهم ..وأشفق عليهم كثيرا؛ لأن الهلال لا يذوب كفص الملح، ولا يتوارى مع مرور الوقت..بل يبقى جاثما عنوة على صدورهم، وبالتالي فإن العيش في المناطق المرعبة هو الاختيار الذي ارتضوه لأنفسهم ..ولا بد أن يصبروا ويتحملوا ويكافحوا حتى ينعموا على الأقل بشعور الانتصارات الكاذبة والمؤقتة. بالله عليكم يا سادة ..هل أنتم مقتنعون بما تحفظونه من كلام تقومون بترديده في كل شاردة وواردة؟ أم أنكم تعلمون الحقيقة، لكنكم تريدون الاشتراك في محاولات التضليل؟ والاستمرار في رحلة الضحك على الذقون، ومواصلة الحملة الإعلامية المكثفة التي تقفون وراءها بالتناوب.. يا أصحاب «الخفارات» أنا أعلم جيدا أنكم تظهرون عكس ما تقتنعون به لكنكم ارتضيتم على أنفسكم أداء هذا الدور الفاشل في المشهد الرياضي؛ فالانتماء لديكم هو شعور يتنافى مع قول الحقائق وجعل منكم أبواقا مزعجة ..لا تضيف الجديد المفيد..لكنها تعيد وتزيد دون جديد ..لا تكابروا يا سادة ..اخرجوا من هذه البوتقة ..اعتقوا أنفسكم من الدهاليز المظلمة، وتحرروا من قيودكم ..وكونوا صادقين مع أنفسكم .. ولا تنسوا أن التاريخ الذي تزعمون قراءته يؤكد أن الهلال أكثر تعرضا للظلم والإجحاف ..هل تريدون درسا تاريخيا واحدا فقط..؟ ..آسف ف«الضرب في الميت حرام»..!.